على هامش لقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء الفائت في الأمم المتحدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بحضور وزيري خارجية البلدين أحمد داود أوغلو وعدنان منصور، التقت صحيفة "السفير" الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال الذي نفى "وجود نيّة تركية بأن يتطور الوضع في المتوسط الى حرب أو الى صراع عسكري"، في إشارة الى التصريحات التي أدلى بها أردوغان عقب قرار نيقوسيا الأحادي ببدء التنقيب عن النفط وردت عليه تركيا بتوقيعها اتفاقا مع قبرص الشمالية بالمضمون ذاته.
واسترجع أونال المفاوضات بين القبرصيتين التركية واليونانية "القائمة منذ أعوام عدة، وهي وصلت اليوم الى نقطة حرجة اذ قرر القبارصة اليونانيون منح رخص لشركات للبدء بالتنقيب عن الثروات الطبيعية في أجزاء معينة من المنطقة البحرية لجزيرة قبرص".
وعلق بقوله: "هذا لا يجوز لأن تركيا ومعها قبرص الشمالية تؤمنان بأن ثمة ثروات طبيعية تخص الجزيرة بأكملها، وبتّ مصير هذه الثروات يتمّ بعد حلّ المسألة القبرصية كنتيجة للمفاوضات القائمة".
أضاف أونال: "من هنا نطرح السؤال عن سبب اتخاذ القبارصة اليونانيين هذا الخيار وفي هذه اللحظة بالذات؟ لماذا لم يلجأوا إليه في العام الفائت مثلا أو ربما في العام المقبل؟ لغاية اليوم لم نعثر على جواب مرض على هذا السؤال، وخصوصا أننا طالما طلبنا من القبارصة اليونانيين ألا يقوموا بخطوات حساسة مماثلة في مثل هذا التوقيت الحرج، لأنه يشكل استفزازا لا يمكن قبوله".
وعن الخطوة التالية التي تزمع تركيا القيام بها أوضح أونال: "كنا أبلغنا القبارصة اليونانيين بأنهم إذا استمروا بعملهم فإن الأتراك سيعمدون الى توقيع اتفاق أحادي مع قبرص التركية، وهذا ما حصل ما يعني أن القبارصة الأتراك بات يحق لهم منح رخص لأفرقاء أتراك للبدء بالتنقيب عن النفط والغاز في الأجزاء البحرية الطبيعية الواقعة في المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بهم من الجزيرة".
وعن رأي تركيا في حال أبرم لبنان اتفاقيته مع قبرص اليونانية بعد تعديلها قال أونال: "بالطبع تعارض تركيا هذا الموضوع كما ستعارض أي بلد يوقع على اتفاقات مماثلة مع القبارصة اليونانيين. إن موقف تركيا مبدئي حيال هذه القضية، وهي ترفض أن يستخدم القبارصة اليونانيون هذه الامر للاستمرار بالإفادة من الثروات الموجودة بطريقة أحادية متجاهلين بقية شركائهم".
أضاف: "لا تملك تركيا طموحا في المنطقة لكن الاستقرار فيها مهدد بسبب قبرص اليونانية التي شجعت بخطوتها الأحادية بقية الأطراف على اتخاذ مبادرات مماثلة".
ورفض أونال الإجابة عن رد الفعل التركي في حال بادر لبنان الى اتخاذ خطوة أحادية مماثلة للإفادة من ثرواته قائلا "يوجه هذا السؤال الى السلطات اللبنانية". وتابع "نحن ننظر المسألة من منظار القضية القبرصية الشمالية فلا يحق لأحد اتخاذ خطوات تغير في "الستاتيكو" القائم في الجزيرة».
وعن إمكان نشوب حرب رأى انه "لا يطمح أحد الى اندلاع حرب لكن لا أحد ايضا يرغب في تغيير «الستاتيكو» القائم وتبديل الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ليس مكانا مباحا لكي يتصرف فيه كلّ طرف بحسب ما يحلو له".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك