ذكرت صحيفة "النهار" انه ربما هي من المرات النادرة التي يمكن ان يحضر فيها بطريركان ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في جونية، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يرعى القداس رسميا، وقد يمثله احد المطارنة، والبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وهي ايضا من المرات النادرة تواجه الكنيسة اشكالا بروتوكوليا يتناول الكلمات وتلاوة الرقيم، فحواه اخذ ورد متواصل حيال آلية تمثيل بطريرك لآخر، وتبعا لذلك كيفية تنظيم الكلام والرقيم في الاحتفال المقرر بعد غد.
والواقع ان ثمة تأخيرا في تحديد الكلمة الفصل في هذا الشأن وفقا لاوساط كنسية، نتيجة المشاورات الجارية حول مجموعة سيناريوات، وخصوصا ان الاشكال هذا يمثل "سابقة". واذا كان ثمة من يضرب مثلا باحتفالية تثبيت الراعي، والتي تخللتها كلمتان لصفير والراعي قبل ان يتلو السفير غبريالي كاتشا رسالة البابا بينيدكتوس السادس عشر، فان هذا التصور مع احتمال ان تقود المشاورات الى اقتصار التمثيل على صفير وحده هما الاكثر تداولا بحسب الاوساط التي تتوقع حسما في الساعات السابقة لاحياء الذكرى.
باستثناء هذه التدابير التي قد لا تحتمل "تأويلا"، ولاسيما ان الكلام السياسي في الاحتفال يتوقع ان يقتصر على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فان ما عدا ذلك من مواقف يفترض الا يتخطى الاطار الراعوي.
يقلل "القواتيون" من الكلام عن الذكرى ومجرياتها هذه السنة، فيما يتردد تذكيرهم بأن المحطة تلي اجتماع الاقطاب الموارنة والنواب في بكركي غدا الامر الذي من شأنه ان يساهم في مواصلة سياسة ترطيب الاجواء التي خلفتها مواقف الراعي، الباريسية منها والمحلية.
ومقابل كشفهم عن تخصيص جعجع حصة الاسد من خطابه للشأن المسيحي في قداس السبت ضمن مقاربة شاملة للوضع الداخلي والاقليمي، يتكرر الحديث عن توجه لطرح الثوابت: "هو كلام يريح في الاساس شهداءنا، فلا يبقون معلقين بين السماء والارض. مرحلة ما بعد القرار الاتهامي تختلف عما قبلها. العدالة تأخذ مجراها".
يبتعد "القواتيون" عن السجال الداخلي. يصوبون على "قوة الدفع" التي منحتها المحكمة للشهداء منذ 1975 وحتى يومنا، بالتزامن مع نفيهم احتمال "رفع منسوب" الخطب في مناسبة بعد غد، انطلاقا من ان ما بعد "لقاء الاقطاب" يختلف عما قبله: "نهاجم (بفتح الجيم) ولا نهاجم (بكسرها)، الجميع مدعوون للصلاة في هذه الذكرى. "على مستوى الدعوات، احصت الماكينة الحزبية توزيع 250 الى 300 بطاقة على الشخصيات، في مقدمها دعوة رسمية وجهت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ارسل العام الماضي اكليلا من الزهر، فضلا عن اعضاء القيادة القواتية ويناهز عددهم ال 100، والاكليروس، وسط ارقام تفيد عن حضور نحو 100 رجل دين يتوزعون بين مطارنة ورهبان وكهنة وآباء واهل الشهداء. اما نيابيا، فقد وجهت الدعوات الى معظم الكتل النيابية، ومنها كتلة "جبهة النضال الوطني"، و"التنمية والتحرير" وقسم من "تكتل التغيير والاصلاح".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك