هي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، دعوة مصبوغة بالمحبة والأخوة تنضم إلى سابقاتها لتشكل معها أرشيفا في أروقة حزب الله السياسية، أرشيف يأمل الكثيرون أن يضمها يوما إلى قضيته الوطنية فيدرك أن الدولة لا تبنى على خفافيش السلاح ولا تقوم وهي مثقلة بالتهديد والوعيد، فيعود السلاح إلى حضن الجيش ، المدافع الاول والاخير عن الوطن.
فمن على منبر الكتائب "التي لا تحيد عن خطها ولا تساوم أو تخون ولا تبيع المسيحيين بثلاثين من الفضة"، من على ذاك المنبر أطل رئيسها ليحذر من منعطف مصيري، فلبنانيا "صيغة نظام طائفي تترنح" وعربيا "أنظمة حكم استبدادية تتساقط" ودوليا "انظمة اقتصادية تهتز" وليؤكد التضامن مع كل الشعوب العربية في مطالبتهم بالحرية وفي مقدمتهم الشعب السوري الذي تمنى الجميل لو أنه يتلبنن "بنظامنا الديمقراطي وليس بزرع الفتن".
رئيس الكتائب حذر كذلك من أزمة كبيرة يواجهها لبنان تضعه على حافة حرب رغم ثقته من أن اللبنانيين لن يسمحوا لأي جهة بأن تغير وجه بلادهم، كما أكد لحزب الله "ألا احد في لبنان بدو راسو لكننا لا نقبل أن يهدد سلاحه رؤوسنا"، على حد تعبير الجميل، مشيرا إلى أن أخطر ما يتعرض له حزب الله هو اقتباسه المنطق الأمني الاسرائيلي للمحافظة على وجوده، داعيا الحزب إلى الاعتراف بالدولة اللبنانية وبنظامها الديمقراطي مصدرا للسلطات وإناطة مسؤولية الدفاع عن الوطن بالدولة إضافة إلى وضع سلاحه بإمرة الجيش اللبناني.
الرئيس أمين الجميل وفي كلمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر الكتائب الـ29 ، جدد الدعوة إلى اعتماد اللامركزية "من أجل إخراج لبنان من مركزية معلقة وتقسيم قائم" فضلا عن فصل الدين عن الدولة، كما رأى أن الحكومة الحالية تضع لبنان في عين العاصفة وفي مواجهة غالبية الشعب البناني والمجتمع الدولي، مؤكدا أنه لم يتم إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري لأنها فشلت في خفض الدين العام والكهرباء والمسائل الاجتماعية إنما لانها كانت حامية لعمل المحكمة الدولية وضامنة لتطبيق القرارات الدولية.
الجميل لم ينس الشهداء ولا المحكمة الدولية فأكد أن الهدف معرفة الحقيقة للتوصل إلى الاستقرار وليس من اجل الانتقام، وقال "لا نؤمن بالانتقام لأننا أبناء الله لا حزب الله"، غير أنه رفض من جهة أخرى صيغة الحوار المقترحة "فما نفع الحوار حول سلاح يعتبرونه مقدسا وسرمديا وحول جمهورية هي جمهوريتهم" سأل الجميل، مضيفا "لو كان المتهمون قديسين لما كان عندنا شهداء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك