يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا جديدا اليوم بعد فشله في التوصل الى اتفاق على نص حيال الازمة السورية التي حذرت روسيا من انها تتجه الى حرب اهلية بينما تتعرض واشنطن لضغوط لتبني موقف اكثر حدة.
واستمرت الانقسامات بين الدول الـ15 الاعضاء في المجلس بشأن اصدار ادانة لحملة القمع التي يشنها نظام الرئيس بشار الاسد ضد الحركة الاحتجاجية وما اذا كان يتعين اصدارها بشكل قرار رسمي او بيان لا يتمتع بالوزن نفسه.
واشار ممثلو الدول الاوروبية التي وافقت على تعديل مسودة قرارها تحت ضغط المعارضين الى ان بعض التقدم تحقق.
الا ان روسيا اكدت ان الصيغة الجديدة "ما زالت تفتقد الى التوازن"، بينما قال السفير الهندي هاردين سنغ بوري الذي يدعم موسكو في موقفها "لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا باستثناء اضافة بعض النقاط الجديدة".
وانتهى اليوم الثاني من المشاورات بارسال الدبلوماسيين مسودة القرار الى حكومتهم قبل مشاورات جديدة اليوم.
وتحاول بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال والولايات المتحدة منذ شهرين تمرير قرار يدين سوريا.
لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور اي قرار ادانة، تدعمها في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا.
وتخشى هذه الدول ان تجري الامور كما حدث في ليبيا حيث شن حلف شمال الاطلسي حملة عسكرية ضد قوات الزعيم معمر القذافي مستندا الى "تفويض" من الامم المتحدة بالرغم من ان الدول الغربية تنفي باستمرار اي نية لها في شن عمل عسكري ضد سوريا.
وتعززت الضغوط على مجلس الامن للاتفاق على نص بعدما تصاعد العنف مع الهجوم العسكري على حماة ومدن اخرى ما اسفر عن سقوط 140 قتيلا.
من جهة اخرى اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الرئيس بشار الاسد "فقد اي شعور انساني".
واضاف "منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات".
واشار بان كي مون الى ان اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية "غير مقبولة بتاتا"، مؤكدا ضرورة ان "يدرك الرئيس الاسد ان القانون الدولي يمكن ان يحاسبه".
في غضون ذلك طلب منشقون سوريون من الرئيس الاميركي باراك اوباما دعوة الاسد الى مغادرة السلطة.
وجاء هذا الطلب الذي قدم في اول اجتماع بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومعارضين سوريين، ليعزز الضغط الذي يتعرض له البيت الابيض في الداخل لتبني موقف اشد صرامة من الاسد.
وصرحت كلينتون ان واشنطن "تعمل للسير قدما عبر فرض عقوبات جديدة" وتدرس عقوبات اوسع "يمكن ان تعزل نظام الاسد سياسيا وتقطع عنه الموارد التي تسمح له بمواصلة وحشيته".
واكدت في بيان بعد الاجتماع مع المعارضين ان "الولايات المتحدة ستواصل دعم الشعب السوري في جهوده لبدء عملية انتقالية سلمية ومنظمة الى الديموقراطية".
وتأتي مشاورات مجلس الامن الدولي بينما تشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها يجري قمعها بعنف ما ادى الى سقوط حوالى الفي قتيل منذ منتصف آذار الماضي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك