14 آذار 2005 تاريخ الثورة من أجل الحرية ... ثورة وحرية تعمدتا بدم الاغتيالات التي طبعت كل مراحل تاريخ وطن التوترات والعواصف وبلغ عددها منذ الاستقلال وحتى اليوم مئة وثلاثة إغتيالات ، أكثر من تسعين في المئة منها ظل فاعلها مجهولا.
في خانة رجال السياسة يندرج اثنان وخمسون اسما تم اغتيالهم، بينهم رئيسا الجمهورية بشير الجميل الذي تبين أن حبيب الشرتوني من الحزب السوري القومي الاجتماعي نفذ العملية وهو حاليا حر طليق بعد سنوات من السجن والرئيس رينيه معوض الذي لم يصل التحقيق في قضيته إلى نتيجة وأصلا لم يكن هناك من ملف للتحقيق، إلى جانب ثلاثة رؤساء حكومة هم رياض الصلح الذي اغتاله الحزب السوري القومي الاجتماعي في الأردن ورشيد كرامي داخل المروحية ورفيق الحريري، الذي اتهمت المحكمة الدولية عناصر من حزب الله بالمشاركة في اغتياله وهم لم يسلموا للعدالة بعد.
14 آذار 2005 محطة جديدة للشهادة وانطلاقة الاستقلال الثاني، فمع رفيق الحريري اغتيل باسل فليحان وأكملت يد الاجرام بحقدها لتطال سمير قصير وجورج حاوي وجبران التويني في 2005 وبيار الجميل في الجديدة في 2006 ووليد عيدو وأنطوان غانم عام 2007 ... والفاعل مجهول معلوم.
وأكثر ... أربعة اغتيالات مدوية طالت أمنيين وعسكريين، أهمها اللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد وأخيراً اللواء وسام الحسن قبل أقل من عام واحد ... أيضا التحقيقات لم تتوصل إلى نتائج واضحة رغم الدلالات السياسية النافرة.
وقبل كل هذه الأسماء وهذه التواريخ ، لائحة طويلة من الاغتيالات ... نواب ووزراء أبرزهم معروف سعد عام 1975 قبيل الحرب بشهرين ، وكمال جنبلاط بعده بعام واحد واتهمت الاستخبارات السورية باغتياله من دون نتيجة عملية وطوني فرنجيه في 1978 واتهمت القوات اللبنانية بالتورط في العملية ... وإلى جانب هذه الشخصيات ، تبرز أسماء سبعة عشر رجل دين اغتيلوا غالبيتهم خلال الحرب، أبرزهم مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد عام 1989.
وليكتمل المشهد فقد اغتيل على أرض لبنان إثنا عشر دبلوماسيا عربيا وأجنبيا وثمانية عشر صحافيا أولهم نسيب المتني في العام 1958 ... وهكذا انتقل اللبنانيون من جريمة إلى أخرى وكل واحدة تنسيهم هول التي سبقتها وتنسي المعنيين مسؤوليتهم في كشف الفاعلين ومعاقبتهم ... وكل التحدي أن يقول القضاء كلمة قاطعة كحد السيف وأن تصير الدولة فعلاً دولة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك