خاص موقع mtv
كان تحرير القدس ليتمّ، منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، أو بعده بأيّام. كانت الخطط جاهزةً، وخطاب النصر مكتوباً. لم يتحقّق ذلك، ليس لأنّ الأمر مستحيل والتوازن العسكري غير متوفّر والدعم الأميركي جاهز. لم يتحقّق ذلك لأنّ كاميرا mtv كانت تقف عائقاً أمام ذلك.
في الأمس حُطّمت الكاميرا. رُميت على الأرض مرّةً واثنتين وثلاث. أُزيلت كلّ قطعةٍ منها كانت تشكّل عائقاً أمام التحرير. ارتحنا، وأخيراً. ومضى المواطن البطل إلى منزله هانئاً، رافعاً شارة النصر في اليد نفسها التي حطّمت الكاميرا.
مشكلتنا مع جمهور حزب الله أنّه يحكم عليك من دون أن يشاهدك. يفترض أنّك تقول كذا، ثمّ يشتمك بسبب أمرٍ لم تقله. وإن خالفته في الرأي، وحقّ الاختلاف وارد، جهّز لك مضبطة اتّهام طويلة ونفّذ فيك الأحكام فوراً، وهي تبدأ من الشتم حتى الضرب، ومنع مشاهدتك، وهذه كلّها قادر عليها ما دام أقوى من الدولة ومن وزير الإعلام الذي لم يستنكر ما حصل، ومن وزير الداخليّة الذي لم يأمر بتوقيف محطّم الكاميرا وضرب الزميلين، ومن رئيس الحكومة الذي… لا حول ولا قوّة، ولاءات كثيرة أخرى.
مشكلتنا مع جمهور حزب الله أنّه يضمّ صحافيّاً يملك راتباً شهريّاً من الحزب اتّهمنا، كذباً، بأنّنا كنّا على علمٍ مسبق بالضربة وجهّزنا أنفسنا قبل ساعتين في الضاحية الجنوبيّة. نعم، كتب أحد التافهين ذلك فعلاً، ثمّ شطبه، ولو كان المجال مناسباً لكتبنا الكثير عن كيفيّة استدراجه للأطفال والمراهقين، عبر القطط، لممارسة الجنس معهم!
لكنّنا اليوم في حزنٍ على ثلاثة أطفال استشهدوا، وعلى كثيرين غيرهم عاشوا رعب الغارة الإسرائيليّة أمس. وفي حزنٍ على وطنٍ بات حلمنا فيه أن يعيش أطفالنا، من دون حروبٍ يقودنا اليها عدوٌّ إسرائيليّ، ومغامرٌ حماسيّ، وحاكمٌ إيرانيّ وحّد الساحات، فدمّرها، إلا ساحته…
يا ليتنا نعمل، جمهور حزب الله ونحن، على أن يحظى أطفالنا بالسلام، بدل توزيع الاتّهامات والتخوين ومنطق "مناطقنا ومناطقكم". يا ليتنا نحمي البلد، بدل تدميره. يا ليتنا نحطّم الحواجز بيننا بدل تحطيم الكاميرات.
رحم الله الأطفال الثلاثة. أمّا كاميرا mtv فـ "الله بيعوّض"، لا حزبه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك