أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "تعزيز اللحمة بين مختلف مكوّنات الشعب الفلسطيني وتوحيد الموقف من الصراع تجاه العدو الإسرائيلي يعطي الموقف الفلسطيني المناعة المطلوبة ويمنع إسرائيل من استفراد الشعب الفلسطيني للنيل منه وحرمانه إستعادة حقوقه الشرعية في أرضه وهويته وكيانه"، مشددًا على أن "إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أولويات الدول العربيّة والإسلامية، هو من أهم الواجبات، وكذلك ضرورة إعادة استقطاب مواقف دول العالم المحبة للسلام إلى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وتطبيق القرارات الدولية بهذا الشأن".
وجدد ميقاتي تأكيد "الرفض اللبناني الجامع لتوطين الفلسطينيين في لبنان وحقهم في العودة إلى بلادهم، وفي دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس"، لافتًا إلى أن "الحكومة اللبنانية ستعمل على إيلاء الشأن الإنساني والإجتماعي للفلسطينيين المقيمين في المخيمات الإهتمام اللازم بالتعاون مع المنظمات الدولية المختصة". ورأى أن "الانتهاكات والإعتداءات الإسرائيلية يجب أن تحفز اللبنانيين على التنبه للخطر الإسرائيلي المستمر على لبنان وتدفعهم إلى تقديم الوحدة الوطنيّة على ما عداها من قضايا، أيًا تكن درجة أهميتها".
موقف الرئيس ميقاتي جاء خلال استقباله المبعوث الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير السابق عزام الأحمد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، في حضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينيّة في لبنان عبدالله عبدالله وأمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العرادات والقائم بالأعمال الفلسطيني في لبنان أشرف دبور. وبعد اللقاء قال الأحمد: "تشرفنا بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي، بصفتي موفدًا من الرئيس محمود عباس، في إطار التحرك الذي تقوم به القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة تحضيرًا لاستحقاقات شهر أيلول المقبل والتي نتطلع فيها إلى الحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، ومن المعروف أن لبنان الشقيق عضو في مجلس الأمن وسيتولى رئاسة مجلس الأمن في شهر أيلول، وهو الشهر الذي نأمل أن نتقدم فيه بطلب العضوية، ولبنان كان دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني وتبنى القضية الفلسطينية ليس فقط في المنطقة وإنما في المحافل الدولية، كما شهدت أروقة الأمم المتحدة طيلة فترة عضوية لبنان في مجلس الأمن تحركًا سياسيًا واسعًا وكان له دور أساسي وواسع في دعم هذا التحرك الفلسطيني".
وأضاف: "خلال اللقاء اليوم أطلعنا دولة الرئيس ميقاتي على ما وصلت إليه الاتصالات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية في إطار الدول العربية، عبر لجنة المتابعة العربية الخاصة بتنفيذ مبادرة السلام العربية حول هذا الموضوع، وأيضًا في إطار التكتلات الإقليمية على الصعيد الدولي عمومًا". وأشار إلى أن "الحركة السياسية التي نقوم بها متواصلة ومكثفة في هذه المرحلة، وقد وجدنا كل تجاوب وأبلغنا الرئيس ميقاتي أن لبنان أوعز، بتوجيه من فخامة الرئيس ميشال سليمان والحكومة، إلى وزارة الخارجية اللبنانية ومندوبية لبنان لدى الأمم المتحدة، للقيام بالإتصالات والجهود من أجل الاستعداد لمواجهة هذا الاستحقاق الذي نأمل أن نوفق فيه، وهو ليس فقط نصرًا للشعب الفلسطيني، وإنما للبنان ولكل الأمة العربية".
وتابع الأحمد قائلاً: "أطلعنا الرئيس ميقاتي أيضًا على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وخصوصًا في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي وتصلب حكومة اليمين في إسرائيل والتي تتنكر لكل الالتزامات التي وقعتها ولكل قرارات الشرعية الدولية، وقد حالت حتى الآن دون استئناف عملية المفاوضات من أجل إيجاد تسوية عادلة وحل عادل ودائم للصراع في المنطقة، وكذلك سياسة التهويد التي تتصاعد من حكومة اليمين بحق المدينة المقدسة القدس الشريف والتي نتطلع إلى أن تكون العاصمة الأبديّة المنشودة لفلسطين". وختم بالقول: "أطلعنا دولة الرئيس ميقاتي على جهود المصالحة الفلسطينية وما وصلت اليه عملية تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم قبل نحو شهر، وطمأنا دولته إلى أن لا رجعة عن هذا الاتفاق، وأن خطوات تنفيذه متواصلة ومستمرة حتى ننهي الانقسام وننزع من يد إسرائيل الورقة التي تستخدمها للتنصل من إستحقاقات عملية السلام والحيلولة دون قيام المجتمع الدولي من تحمل مسؤولياته تجاه عملية السلام في المنطقة".
إلى ذلك، إستقبل الرئيس ميقاتي وزير الطاقة والتعدين في أرتريا أحمد الحاج علي الذي قال بعد اللقاء: "حملت رسالة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان بشأن الوضع في منطقة أفريقيا وأرتريا والحظر المفروض عليها، وطلبنا من الحكومة اللبنانية المساهمة في رفع هذا الحظر، وقد تفهم الرئيس ميقاتي هذا الأمر ووعدنا خيرًا". ولاحقًا إستقبل الرئيس ميقاتي سفيري سري لانكا ميراشيب ماهروف والفيليبين جيلبرتو أسوك في زيارتين وداعيتين لمناسبة قرب مغادرتهما لبنان.
والتقى أيضًا وفدًا من مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط برئاسة محمد الحوت، هنأه بتشكيل الحكومة، منوهًا بمواقفه الوطنية وبحكمته في إدارة الشؤون العامة على رأس الحكومة اللبنانية. كذلك نوه الوفد بالدعم الذي يقدّمه الرئيس ميقاتي لتطوير الشركة الوطنية منذ توليه وزارة الأشغال العامة والنقل، وبعدها خلال ترؤسه الحكومة اللبنانية عام 2005 وحتى اليوم. وخلال اللقاء نوه الرئيس ميقاتي "بجهود رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط الذي تمكن، بفضل عمله الدوؤب وحسن إدارته وتعاونه مع مجلس الادارة على مدى أكثر من اثنتي عشرة سنة، من جعل طيران الشرق الأوسط في مصاف الشركات الكبرى الناجحة والتي يعتز بها لبنان".
وإستقبل الرئيس ميقاتي رئيس بلدية بيروت بلال حمد الذي قال بعد اللقاء: "هذا أول لقاء لي مع دولة الرئيس ميقاتي بعد تشكيل الحكومة، وهدفه تهنئة دولته بتسلمه رئاسة الحكومة، وقد تمّ البحث في سبل التنسيق بين رئاسة مجلس الوزراء وبلدية بيروت من أجل خدمة العاصمة بشكل أفضل، لأن معظم المشاريع الكبرى في العاصمة تحتاج إلى موافقات أو مراسيم من مجلس الوزراء". وأضاف: "كما أطلعت دولته على بعض المشاريع الكبرى التي يعد المجلس البلدي لتنفيذها، ووجدت لدى الرئيس ميقاتي الدعم المطلوب لتنفيذ المشاريع الأساسية في العاصمة والتي تهم جميع اللبنانيين".
وفي السرايا أيضا نقيب المحامين في طرابلس بسام الداية على رأس وفد ضم مجلس النقابة والنقباء السابقين. بعد اللقاء قال الداية: "تشرفنا بلقاء الرئيس ميقاتي وقدمنا له التهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة، آملين أن يرى هذا الوطن استقرارًا وعزًا نبتغيه جميعًا ونعمل له، ونحن على ثقة أن دولته سيعمل جاهدا لتأكيد وحدة هذا الوطن وانصهاره الوطني، وكانت مناسبة لنتحدث في شؤون طرابلس الإنمائية وفي سائر شؤون المناطق في لبنان إنماء واستقرارًا، وقد لمسنا من دولته ما يريح الجميع بأنه سيعمل والحكومة بكدّ وجهد لتأكيد الإستقرار في لبنان ووحدة اللبنانيين ورفض الطائفية والمذهبية في لبنان أينما وجدت، وقد وجهنا الدعوة للرئيس ميقاتي لافتتاح المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي سيُعقد في مدينة طرابلس، وذلك بعدما أجمع جميع النقباء العرب على أن يعقد هذا المؤتمر في طرابلس تأكيدًا منهم أن هذه المدينة هي معقل للوطنية والعدالة وللحرية، والرافضة باستمرار للمذهبية والطائفية، وتجاوب دولته معنا خصوصًا أن المؤتمر سيعقد برعاية فخامة رئيس الجمهورية".
وإستقبل الرئيس ميقاتي رئيس لجنة التنسيق اللبنانية مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء عبد الرحمن شحيتلي الذي أطلعه على صورة الاتصالات التي قام بها في الأمم المتحدة بشأن إعتراض لبنان على إتفاقية حدود المنطقة الاقتصادية الموقعة بين قبرص وإسرائيل، وإصرار لبنان على أحقية مطلبه في حدود المنطقة الاقتصادية وفق الخرائط التي أودعها الامم المتحدة. ونقل اللواء شحيتلي للرئيس ميقاتي أن "الأمم المتحدة تحض لبنان على الاسراع في إصدار التشريعات اللازمة لتحديد منطقته الاقتصادية الخالصة والاستثمار فيها". وقد إتصل الرئيس ميقاتي بوزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي لمتابعة إعداد النصوص القانونية لهذا الموضوع.
إلى ذلك، أجرى الرئيس ميقاتي إتصالا بوزير الداخلية والبلديات مروان شربل طلب فيه فتح تحقيق في ما يتردد عن حصول أعمال تعذيب في سجن رومية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك