يواصل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي جولته الرعوية في العاصمة الفرنسية، ولبى دعوة الجالية البنانية الى عشائها السنوي في مركز بلدية باريس، في حضور فاعليات دينية وديبلوماسية.
وتحدث العبسي قائلا: "أهلا بكم في هذا اللقاء الذي يعكس محبتكم وارتباطكم بالكنيسة الأم التي ترشدنا إلى السعادة، إلى يسوع المسيح، الطريق والحق والحياة في عالم يضعف فيه الإيمان ويواجه خطر الاختفاء. إن لقاءنا هذا المساء، بتنوعنا، يتجاوز كل القومية والقبلية، ويظهر رغبتنا في رفض أي عزلة ورفض للآخر. انتماؤنا الأساسي هو ليسوع المسيح، فهو أساس كل الانتماءات الأخرى، سواء لبلد أو ثقافة أو لغة أو عائلة، وهذا الانتماء يتعارض مع التعصب".
اضاف: "وجودكم في فرنسا محل إعجاب واحترام مواطنيكم، لقد ساهمتم بشكل كبير في ازدهار فرنسا وتطورها في المجالات كافة، ولهذا السبب أنتم مدعوون إلى الحفاظ على التوازن بين تقاليدنا وطرق حياتنا من جهة، واندماجنا في المجتمع من جهة أخرى"، مشددا على ان "كنيستنا تهدف إلى أن تكون همزة وصل بين المسيحية الشرقية والغربية، وحتى بين المسيحيين والمسلمين وغيرهم من المؤمنين، هكذا ترى مهمتها."
تابع: "في هذا العام 2024، نحتفل بالذكرى المئوية الثالثة لإعادة تأسيس الاتحاد بين كنيستنا وكرسي روما. زيارتي هي جزء من هذا السياق، لقد جئت لأشارككم هذا الحدث، وهو بلا شك مؤلم في جوهره، لأنه أحدث تمزقا في الكنيسة الأنطاكية اليونانية، وقبل كل شيء لطلب المغفرة من يسوع المسيح، وفي الوقت نفسه تقديم الشكر لله على كل الخير الذي أنجزه في كنيستنا ومن خلالها. ونود أن نعرب عن تصميمنا على العمل بلا كلل من أجل وحدة الكنيسة، وفقا لإرادة الرب. كما نشكر الله على علاقات الأخوية والاحترام التي تتميز بها الروابط بين كنيستنا والكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية الشقيقة".
وقال: "بعد 300 عام من الجهد، وبعد سنوات عديدة من الحضور المثمر والنشط، نواجه هجرة جماعية لمؤمنينا من الشرق الأوسط، فهذه الهجرة تؤلمنا، لأننا نشهد اقتلاعهم من أرضهم الأصلية حيث زرعهم الله، وعلى الرغم من ذلك، فإننا لا نفقد الأمل وسنستمر في البقاء إلى جانب مؤمنينا أينما كانوا، فالرجاء في الواقع ليس انتظار شيء ما، بل انتظار المسيح نفسه الذي هو بيننا في الصعوبات والضيقات".
وختم: "أحبائي الأعزاء، أحثكم على إظهار انتمائكم ليسوع ولكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وجعله حقيقياً. افتح ذراعيك للمجربين، رحبوا بالمهاجرين الجدد، وعيشوا متضامنين مع بعضكم البعض. ومن خلال تطبيق هذه القيم، فإننا نعزز شهادة الأمل لدينا ونساهم في ازدهار مجتمعنا".
ثم تحدث رئيس الجمعية العالمية للروم الملكيين الكاثوليك ونقيب الاطباء البروفسور يوسف بخاش فشدد على "ضرورة ان تكون السنة اليوبيلية ال 300 انطلاقة جديدة لتوثيق التعاون بين ابناء الروم الملكيين الكاثوليك، وتوطيد اواصر التواصل والعمل على ايجاد نواة لتعزيز حضور ابناء الطائفة في اي بقعة وجدوا فيها ، ورفد اوطانهم الام بكل خير".
بعد ذلك عقد العبسي لقاءات مع ابناء الطائفة في العاصمة الفرنسية، شدد في خلالها على "اهمية الشراكة مع الكرسي الرسولي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك