عن سؤال ماذا يكون موقف تركيا او رد فعلها في حال وقعت في سوريا حرب مذهبية؟ اجاب بعض "اتراك" نيويورك و"أممها المتحدة" قال: "لا تنسَ الاكراد في سوريا. عندهم مطالب تقليدية وشرعية. يجب ان تأخذها "سوريا النظام" في الاعتبار. تماماً مثلنا. نحن عندنا اكراد. لهم مطالب محقة وشرعية، كما لهم مطالب اخرى غير محقة وغير شرعية. ونحن نتعامل مع هذا الأمر بكل دقة ومسؤولية. بالنسبة الى العلويين اعتقد او استبعد او اتمنى، أو الثلاثة معاً، أن لا تقع الحرب او الفتنة السنية – الشيعية (العلوية) في سوريا، ليس فقط لأنها ستضر بلادك لبنان كما تقول، بل ايضاً لأنها ستؤثّر على المنطقة كلها وربما على العلويين والشيعة في كل دولها. لا نستطيع منذ الآن تحديد الموقف الذي سنتخذ في حرب كهذه. لكن نقول ان علويي تركيا والعلويين عموماّ وربما بسبب مذهبهم كانوا دائماّ اكثر تحرراً او اكثر استعداداً للتحرر ولقبول الديموقراطية. لهذا فإنهم رأوا انفسهم في النظام اللاطائفي في تركيا وايدوه وساندوه. لا يزال النظام التركي علمانياً. لكن الحكومة التركية الحاكمة المنبثقة من حزب العدالة والتنمية (A.K.P) هي اسلامية. الا ان العلاقة بينها وبين سوريا الدولة والنظام (علوي) جيدة. على كل ان ما يجري في درعا قد يكون رأس جبل الجليد. لقد جرت اتصالات عدة بين انقرة ودمشق وعلى اعلى المستويات من اجل اقناع الرئيس بشار الاسد بالقيام بالاصلاحات اللازمة او بالاجراءات اللازمة في الوقت المناسب تلافياً لما قد يحصل. طبعاً نحن لا نعرف كيف ستتطور الامور والاوضاع في سوريا. لكننا نأمل في تحسين ظروف الناس وفي منحهم ما يطمحون اليه أو على الاقل اكثر ما يطمحون اليه".
قلتُ: علاقتكم (اي تركيا) باميركا كانت شيئاً ثم صارت شيئاً آخر. دائماً تقولون لها لا وتعارضون الكثير من سياساتها ومواقفها واقتراحاتها. والآن لديكم داخل حلف شمال الاطلسي (نيتو) موقف من ليبيا مختلف عن مواقف اميركا. رد: "ان علاقتنا باميركا جيدة وثابتة. وستبقى كذلك. هي علاقة استراتيجية. طبعاً في الخمسينات كانت العلاقة بين البلدين مختلفة. لكن الآن ومع الحكومة الاسلامية في تركيا التي يبدو أن حكمها سيطول نوعاً ما هناك نوع من الاستقلالية تمارسه تركيا وإن في اطار صداقتها أو بالأحرى تحالفها مع اميركا، وفي إطار عضويتها في حلف شمال الاطلسي. نحن نتناقش في كل هذه الأمور. نختلف حيناً ونتفق حيناً. لكن في النهاية نحن (أي تركيا) من يتخذ الموقف الذي يؤمن مصلحة بلادنا".
قلتُ: يقال انكم وكقوة اقليمية مهمة تريدون دوراً في المنطقة وتسعون اليه. وكل سياساتكم ومواقفكم مسخّرة لذلك. هل هذا صحيح؟ سألت. أجاب: "نحن دولة اقليمية مهمة. هذا صحيح. نريد دوراً هذا صحيح أيضاً. أساساً لنا دور نريد ان نمارسه وسنمارسه. علاقتنا جيدة مع ايران. وبسببها اختلفنا مع اميركا وكان ذلك ايام عضويتنا في مجلس الأمن. يومها (اي قبل سنة ونيف تقريباً) تم فرض عقوبات دولية على ايران. ونحن صوّتنا ضد ذلك. ورغم هذا الاختلاف بقينا حلفاء مع اميركا. طبعاً نحن ضد ان تكون ايران نووية. ونحن ضد ان تصبح تركيا دولتنا ووطننا نووية. في موضوع العقوبات الدولية وقفنا مع ايران لا مع اميركا. ولم ينبع هذا الموقف من كوننا مع نوويتها. لكننا نرى ان حل المشكلة النووية مع ايران يجب ان يتم بوسائل اخرى. ولنا علاقات مع سوريا ومع مصر. كما لنا علاقات مع لبنان. ارسلنا اليه عسكراً انضموا الى قوات الطوارئ الدولية المرابطة في جنوبه".
سألت: هل تركيا في وارد التدخل عسكرياً في المنطقة (الشرق الأوسط) وفي ظل اي ظروف؟ أجاب: "نعم. لكن هناك اموراً ثلاثة لا بد ان تتوافر لذلك. أولاً، مظلة دولية او قرار مجلس أمن مثلاً أو تحالف دولي او موقف دولي "طويل عريض". ثانياً، ان يكون التدخل العسكري لوقف الحرب ووقف قتل الناس والمدنيين. وثالثاً، ان يكون التدخل مقبولاً من البلد المعني أو من شعبه أو من اكثرية شعبه". علّقتُ: نسيت امراً رابعاً هو ان يكون لتركيا مصلحة وطنية في التدخل العسكري. رد: "معك حق طبعا. في ليبيا لنا موقف معروف من التدخل العسكري فيها. لكن لاحقاً لا نمانع في عمل كهذا فيها في ظل الظروف التي شرحتها. ونحن الآن منسجمون مع القرار الدولي 1973. قبلناه. وكأعضاء في حلف شمال الاطلسي نتعاون لتطبيقه. لكن تدخلنا نحن الآن ليس عسكرياً بل انسانياً".
سألت: ماذا عن ليبيا؟ هل قمتم بمساعٍ محددة معها وخصوصاً ان "جاليتكم" العمالية فيها بالآلاف لترتيب الاوضاع؟ ماذا اجاب؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك