كتبت لارا يزبك في "المركزية":
ينشط ممثلو "الخماسي الدولي" المتابع للملف اللبناني، فوق الساحة اللبنانية بزخم. في الساعات الماضية، وبعد جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان على القيادات المحلية الاسبوع المنصرم، ولقاءات مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه البعيدة من الاضواء، سُجل نشاط متجدد للسفير السعودي وليد بخاري. امس، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي. وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الراهنة التي يعيشها لبنان سياسيًا واقتصاديا والعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها على كافة الصعد، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان بخاري زار الاثنين، الرئيس تمام سلام في المصيطبة خلالها واستعرضا مجمل التطورات التي يعيشها لبنان سياسيًا وإقتصاديا وخصوصاً الملف الرئاسي والتطورات التي في الاراضي المحتلة والاعتداءات التي يتعرض لها قطاع غزة.
اميركيا، إجتمع ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا في السراي الاثنين، وبحث معها في التطورات الراهنة والوضع في جنوب لبنان وغزة.
اما السفير المصري الجديد في لبنان علاء موسى، فكان في دار الفتوى امس حيث قال بعد اللقاء "الدور المصري فيما خص استقرار لبنان نحن دائماً نحرص عليه، وأنا لا أخفيكم سراً أنه سواء كان المسار الثنائي علاقتنا مع لبنان أو في إطار اللجنة الخماسية نحرص على تسهيل الأمور والبحث عن حلول يرضى بها القادة والساسة في لبنان، ونحن نؤكد في كل مناسبة أن القرار في النهاية لبناني، وبالتالي دور مصر واللجنة الخماسية هو فقط المساعدة والرعاية وتسهيل الأمور، إنما يظل دائماً القرار من داخل لبنان وليس من خارجه".
كل ذلك، في وقت جال منذ ايام موفد قطري في الداخل، بعيدا من الاعلام.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الخماسي يحاول اليوم تشكيل حركة ضاغطة في الداخل، لفكّ الربط المستجد بين تطورات غزة والمنطقة من جهة، والاستحقاقات المحلية من جهة ثانية. فقد تكونت قناعة لدى العواصم الكبرى، بأن ثمة ميلا لدى بعض القوى السياسية وتحديدا لدى حزب الله، لوضع الرئاسة على الرف في انتظار تبيان نتائج عملية "طوفان الاقصى"، وذلك على وقع تكثيف للعمليات العسكرية التي ينفذها الحزب جنوبا، بما يتهدد باقحام لبنان كلّه في حرب مدمرة، اذ يكبّر ذلك هامش الاخطاء في الاصابات، في ظل اصرار لدى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو على تسديد ضربة موجعة لحزب الله، تُرجعه أقله، الى شمالي الليطاني. وتاليا، لا بد من ممارسة ضغط مقابل لكسر الضغط الذي يمارسه الحزب.
الهمّ الدولي الذي كان اذا سياسيا – رئاسيا، بات اليوم سياسيا – امنيا ايضا. غير ان كل التحذيرات التي ينقلها الدبلوماسيون الى القادة اللبنانيين، بالانتخاب والابتعاد عما يلحق لبنان بنيران غزة وبتعزيز الاستقرار الذي يُعتبر بقاء العماد عون في منصبه على رأس القيادة العسكرية ضروريا لتحقيقه... لا تزال تصطدم بحسابات اخرى، اقليمية الطابع، يقوم بها حزب الله، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك