أكد عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور، أن "ما يجري في فلسطين من محرقة يصنف العالم الى صنفين، فمن يقف مع فلسطين هو من أهل الاخلاق والانسانية، ومن لا يقف الى جانب فلسطين مهما لون وغيّر وعدّل ومهما وازن في موقفه فهو يقف في صف اللأخلاق واللا إنسانية، آملاً أن تتغلب الحكمة واليقضة الوطنية في أن لا نستدرج الى أي نزاع على حدودنا وفي داخل وطننا، ولا أقول هذا الكلام من باب التخلي عن مسؤوليتنا الاخلاقية والقومية والانسانية اتجاه القضية الفلسطينية على الاطلاق، لأن لا تناقض على الاطلاق بين دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المحق وبين سعينا الدؤوب نحن وغيرنا من القوى السياسية الى أن نجنّب لبنان الدخول في هذه الحرب، بل على العكس ربما الحرص على فلسطين يستوجب أن يكون لبنان قويا وأن لا يدخل لبنان في صراع مُدمّر وأن لا نسمح بإعطاء ذريعة لاطلاق وتحريك العدوانية الاسرائيلية التاريخية اتجاه لبنان".
كلام أبو فاعور جاء خلال استقباله رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، للبحث في وضع خطة طوارئ في قضاءي راشيا والبقاع الغربي لمواجهة الوضع المستجد نتيجة العدوان الاسرائيلي على غزة وعلى جنوب لبنان، إضافة الى الاطلاع على حاجات المنطقة وكيفية معالجتها.
حضر اللقاء النائب غسان سكاف، النائبان السابقان جمال الجراح ومحمد القرعاوي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، عضو المجلس المذهبي الدرزي علي فايق، قائمقام راشيا نبيل المصري، طبيب قضاء راشيا سامر حرب، رئيس اتحاد بلديات البحيرة يحي ضاهر، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، منسق عام تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا محمد هاجر، مسؤول القوات اللبنانية في البقاع الغربي وراشيا ملحم منصف، مسؤول تيار المردة في قضاء راشيا موسى زغيب مسؤول الجماعة الاسلامية في البقاع أسامة أبو مراد، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي عارف أبو منصور، وكيل داخلية البقاع الغربي كمال حندوس، ووكيل داخلية حاصبيا سامر الكاخي، عضو مجلس قيادة التقدمي السابق شوقي أبو محمود، مُديري ثانويات ومدارس ومعاهد ومؤسسات تربوية رسمية وخاصة، رؤساء بلديات ومخاتير، مسؤولو القطاعات الصحية والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني وبنك الدم ومستشفى راشيا الحكومي، وفاعليات من قرى راشيا والبقاع الغربي.
وأمل أبو فاعور أن "تتغلّب الحكمة الوطنية التي يتصرّف بها الجميع حتى اللحظة في كل لبنان من كل القوى السياسية، وفي تجنيب لبنان هذا الكأس المر، الذي لا يخدم القضية الفلسطينية، ولكن طالما كان هذا الوطن في عين العدوانية الصهيونية، ومن كانت اسرائيل على حدوده في أرض فلسطين المحتلة عليه دائماً أن يتوقع الاسوأ".
ورأى أن اجتماع اليوم "هو من باب توقع الاسوأ وتفاديه، وحضور اللواء محمد خير إضافة الى الزملاء النواب والقوى السياسية المكوّنة لنسيج هذه المنطقة، والقائمقام ورؤساء البلديات والمخاتير والمديرين في المدارس والشؤون الاجتماعية والدفاع المدني والصليب الاحمر ومستشفى راشيا الحكومي وبنك الدم وغيرهم، هو أولاً لاجراء نقاش أولي حول ما هي الاستعدادات التي أتمنى ألا نضطر إليها كي يكون لدينا التقدير الاولي حول حاجاتنا، لكن ايضا اللقاء هو لكي نسمع من اللواء خير ما هي الخطة المركزية لدى الدولة اللبنانية التي هي بالتالي تتحمل عبء كل الوطن، وما هي المساعدات التي يمكن تأمينها للبلديات والمدارس والمستشفيات وكل المراكز المعنية".
وقال: "لا نريد أن نخلق هذا النوع من الخوف والهواجس، ولكن علينا أن نتوقع الاسوأ أمام العدوانية الاسرائيلية". وشكر للواء خير حضوره، وقال: "عندما يحضر اللواء خير تحضر معه الدولة اللبنانية وبالامس كنت في العرقوب والجنوب، خاتما "الدولة هي الطمأنينة ولا بديل عنها ولا أحد يقوم مقامها".
بدوره، قال سكاف: "نحن نقوم باتصالات كثيفة مع كل الوزارات المعنية بحالة الطوارئ في حال لا سمح الله حصول إعتداء اسرائيلي على لبنان. وكان هناك اجتماع موسع في المجلس النيابي للجنة الصحة النيابية وضم كل المعنيين بقطاع الصحة في لبنان وتم الاتفاق على سلسلة اجراءات. من الناحية العملية على الحكومة تأمين مادتين على وجه السرعة وهي؛ المازوت و البنزين. المازوت للمستشفيات والبنزين لسيارات الاسعاف والدفاع المدني وقوى الجيش والامن الداخلي. بالاضافة الى بعض الأدوية المستوردة وأدوية السرطان والأمراض المستعصية والاكسجين وأدوية البنج. اذا لم تؤمن هذه المواد سترتفع أعداد الضحايا والمصابين لاسيما أن بواخر الفيول ستُمنع من تفريغ حمولتها في مرفأ بيروت اذا صنف لبنان في دائرة الحرب لان شركات التأمين ستتنصل من التغطية".
وأشار اللواء خير الى أن "الدعوة اليوم من القلب الى القلب ودائما كان هناك تعاون في كل ادارات الدولة، ومستعدون لتلبية دعوة الناس وتأمين حاجاتهم خصوصاً المناطق المحرومة، ونحن لا نقوم بزيارات سياحية، نحن نقوم بزيارات استطلاعية للوقوف على حقيقة وجع الناس بقرار من الرئيس نجيب ميقاتي وبالتنسيق مع كافة الفعاليات في كل المحافظات".
وأضاف: "نتكلم من قلب مجروح بعد الذي رأيناه، نحن نتدخل بالمهمات الانسانية التي يجب ان تكون مدعومة كي نقف عند حاجات الناس، وتعاونا سويا مع النائب وائل أبو فاعور في مهام خاصة في عرسال وقد نجحنا سويا، وما يصير عند مناطق الحدود وفي كل القرى الحدودية التي هي بوضع حساس، نأمل أن لا يتفاقم الوضع، ونحن من خبرتنا العسكرية يجب أن نبقى متفائلين حتى نتمكّن من الصمود عكس أمنيات العدو، وعلينا أن نتعاطف ونتكاتف مع بعضنا من أجل تجاوز هذه المحنة، لكن المطلوب هو الدعم بكل أشكاله".
ثم تحدث قائمقام راشيا نبيل المصري مستعرضاً تجربة العام 2006 وكيف واجهت المنطقة العدوان الاسرائيلي واستقبلت أهلنا في البقاع الغربي، مؤكدا أن "البلديات بحاجة الى دعم والى خطة صمود، آملا أن نتجاوز هذه المحنة الكبيرة وأن ينتصر الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأبشع أنواع القتل والمجازر والمذابح".
وكانت مداخلات لعدد من الحضور ركّزت على واقع الأزمة ووضع البلديات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك