أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي عقده في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي، أنه أنهى امس "جولة تشاورية ذات معايير معينة تحت عنوان حماية لبنان والوحدة الوطنية شملت رئيسي المجلس والحكومة وقيادات سياسية والكتل النيابية الأساسية والمعنية، على ان يتم استكمالها ومتابعتها مع من يلزم، من قبله او من قبل نواب التيار وخاصة مع نواب المعارضة الذين تم الاتفاق على اللقاء معهم من قبل نواب التيار المكلفين بالاتصال والعلاقة معهم. وقد أكدت هذه الجولة ما هو مؤكد أن الحوار هو البداية لأي حل وضرورة التواصل المستمر بين اللبنانيين".
وأوضح باسيل أنه حمل الى من تشاور معهم "مجموعة أفكار، وليس مبادرة"، مشددا على "ضرورة أن يتم تفاهم وطني حولها لأنها تساهم في المساعدة على مواجهة الحرب الكبيرة الجارية، ويؤَمن حماية لبنان ووحدته"، لافتا الى أنه لمس "تفاهما عليها بنسبة عالية جدا، أقله من الجهات السبعة التي التقاها، على أمل توسيع التفاهم ليشمل الأطراف التي لم يلتقِ بها بعد".
كما أعلن عن "خمس أفكار يتقدم بها التيار الوطني الحر بغية التوصل الى تفاهم وطني حولها وهي:
-1 الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في دولته ومقاومته في وجه آلة القتل والتدمير الاسرائيلية، والمطالبة بفتح تحقيق دولي حول احداث غزة وخاصة بمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل. كذلك الالتزام بالقرارات الدولية واعتماد حل الدولتين كحل سلمي يوفر شروط السلام العادل والشامل.
-2 التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسه بوجه اي اعتداء تقوم به اسرائيل، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصة لشن هجمات تجر لبنان الى الحرب، ومنع انزلاقه اليها.
-3 الإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والا بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية تنفذ برنامج الإصلاحات المطلوبة واللازمة وتحمي لبنان ووحدته الوطنية.
-4 اعتبار ملف النزوح السوري امرا ملحا والتعاطي معه كعنصر تفجير للبلد خاصةً في مرحلة التوتر العالي الراهنة، واتخاذ الإجراءات الفورية من قبل الوزارات والأجهزة المعنية والبلديات بغية تخفيف سريع لأعداد النازحين السوريين الموجودين على ارضنا.
5- ان لبنان بمواجهة اسرائيل معني باستعادة حقوقه وتنفيذ الثوابت التالية:
أ- الالتزام بالقرارات الدولية وعلى رأسها الـ 1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام
ب- استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة
ج- تأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين
د- حماية كافة حقوق لبنان وموارده الطبيعية، وخاصة ما يتعلق بالنفط والغاز والمياه
ه- عودة النازحين السوريين الى بلادهم".
وأكد باسيل "جهوزية التيار الوطني الحر للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على اي مبادرة او حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورها وهيبتها ودورها، ويوفر شروط الوحدة الوطنية كضامن اساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولنا، ما يعني استعداد التيار لكسر اي حاجز والقيام بأي تحرك او اتصال او جهد من شأنه ان يجمع اللبنانيين ويوحدهم في مواجهة الحرب، ويحقق نتائج عملية أكان بموقف موحد ومحدد من المواضيع المطروحة او بأي عمل موحد او محدد وخاصة بموضوع الرئاسة والنزوح".
ولفت باسيل الى أنه لمس مع من تشاور معهم "ادراكا للمخاطر العالية التي تواجه لبنان وحرصا على البلد، وارتياحا وتشجيعا للخطوة التي قام بها، على الرغم من وجود إختلاف في المقاربات وفي وجهات النظر في ببعض المواضيع".
وأكد أن "الإتفاق بديهي على حق الشعب الفلسطيني وحق لبنان بمقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي والحرص على امن لبنان واستقراره ورفض اي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة من دفاع عن النفس"، مسجلا تقديره "لتضحيات المقاومة"، متقدما بالعزاء من "الحزب وعائلات الشهداء بخسارة اطيب الشباب".
أما في موضوع النازحين السوريين، فأعلن باسيل أنه أبلغ "بالتفصيل رئيس الحكومة أن اجهزة الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية بإمكانها أن تتخذ إجراءات محددة ذكرها له، من شأنها الحد من تدفق المزيد من النازحين وضبط أوضاع الموجودين منهم ومنعهم من مخالفة القوانين ومعاقبة من يقوم بذلك. وكذلك تم الإتفاق مع الكتل على دعم البلديات في ضبط الأوضاع داخل نطاقها وسنحاول القيام بعمل مشترك لهذه الغاية".
وتطرق الى موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، فشدد على أن "الجميع يسلم بضرورة إنجاز هذا الإستحقاق"، لافتا الى أنه أبدى "للجميع الإستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في أسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب، ومع احتفاظه بما سمعه من كل طرف".
وأكد أن "الظروف مهيأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلا على أحد أن يتحمل مسؤولية إستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سببا مباشرا لتفكك الدولة".
وعن الكلام الذي تناوله الإعلام بشأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، قال باسيل: "أنا لم اطرحه على أحد، انما طُرح علي من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية".
اضاف: "يبقى ما سمعته من تعليقات سلبية، لن أتوقف عندها، بل أصر على المضي في إيجابية التحرك وأدعو جميع المسؤولين الى التفكير بما طرحت واذا لا، فالتقدم بأفكار إيجابية لحماية بلدنا وتحصين وحدتنا الوطنية، والخروج من عقلية التمترس وعزل الذات."
وتابع: "بقدر ما نرفض ونشجب ممارسات قام بها بعض المتظاهرين على طريق عوكر، فإننا نرفض الردود الإنفعالية العنصرية ضد شعب أو بشرة أو عرق أو ثقافة، فهذه ليست من قيمنا الإنسانية ولا من تعاليمنا المسيحية، ومن يقوم بها لا يشبهُنا. ما يشبهُنا هو الانفتاح والتسامح وتقبّل الفوارق، وسعينا للعيش معا تحت سقف التنوع والحرية واحترام الخصوصيات والحفاظ على الذات وعلى الكرامة الوطنية والانسانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك