كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يبدو أنّنا نعيش في زمن الإجرام، فلا يمرّ يوم من دون أن نسمع أخباراً عن جرائم قتل وسرقة وسواها، وأبرزها، جرائم الاغتصاب التي كَثُرت في الآونة الأخيرة. في هذا السّياق، صُدم المجتمع اللبنانيّ بالفيديو الذي تمّ التداول به على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، والذي يتضمّن تعذيب واغتصاب قاصر في صبرا، كما أحدثت جريمة اغتصاب وقتل الطّفلة لين طالب من قِبل خالها سابقاً، الصّدمة الكبرى.
تؤكّد الإختصاصيّة في علم الإجتماع مي مارون أنّ "حالات الاغتصاب موجودة في لبنان وفي خارجه، حتّى أنّ الدّول المتقدّمة تشهد هذا النّوع من الجرائم، لا سيّما في الأوساط السّياسيّة والفنّيّة، لكن، في لبنان، كانت القِيَم الدّينيّة والعائليّة والأخلاقيّة تمنع حصولها".
وتُضيف، في حديث لموقع mtv: "أدّت الأزمة في لبنان على المستويات كافّة، بالإضافة إلى تراجع المحاسبة وإنزال العقاب بحقّ المُغتصب، إلى ازدياد هذه الجرائم، فكما يحصل في جرائم القتل مثلاً والاغتيالات، إذا لم يُعاقَب المجرم من قبل القضاء، فبالتأكيد سنشهد ارتفاعاً في نسبة جرائم القتل".
وتُنوّه مارون بـ"مبادرة القاضية سمرندا نصّار التي أصدرت حكماً قضى بإنزال عقوبة الإعدام بحقّ خال الطّفلة لين طالب المُغتصِب، والمتستّرين على الجريمة من عائلتها".
وتشير إلى أنّ "مُعاقبة المُجرم تُريح الضّحيّة قليلاً باعتبار أنّها أخذت حقّها، ففي حالات كثيرة، استطاعت الضحيّة متابعة حياتها بشكل شبه طبيعيّ، بعد الاقتصاص من المُجرم".
وتُشدّد مارون على "ضرورة تشديد العقوبات بحقّ المُعتدين".
أمّا الإختصاصيّة في علم النّفس والمعالجة النّفسيّة شارلوت الخليل، فتؤكّد ألا شيء يبرّر الاغتصاب، لا نفسيّاً ولا أخلاقيّاً، رغم أنّه "قد يكون لدى المعتدي مشاكل نفسيّة أو ظروف خاصّة تدفعه للقيام بالجريمة لكن هذا ليس تبريراً للفعل".
وتعتبر، في حديث لموقع mtv، أنّ ارتفاع معدّل الجرائم في الفترة الأخيرة، لا سيّما الاغتصاب، يتأثّر بعوامل عدّة مثل الإضطرابات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفقر والبطالة، كما أنّ غياب العقاب له تأثير كبير، بالإضافة إلى غياب الرّادع".
وتُشير الخليل إلى أنّ "العقاب يُعتبر رادعاً بشكل عامّ، لكنّه لا يكفي من دون توعية، لذا يجب العمل على تغيير نظرة المجتمع حول الجرائم الجنسيّة وضحاياها وهذا الأمر بحاجة الى عمل مُكثّف".
وتلفت إلى أنّ التحسن النّفسيّ للضحيّة بحاجة إلى دعم ووقت ومتابعة نفسيّة حثيثة، فبعض الضّحايا يتابع علاجاً نفسيًّا لتخطّي الصّدمة وللعلاج، كما أنّ الدّعم من الأهل والأصدقاء والمجتمع له دور كبير في عمليّة التّعافي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك