كتبت لورا يمين في "المركزية":
آتيا من سوريا، وصل وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى بيروت حيث يعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين والقيادات المحلية، لعلّ ابرزها مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الجهود الاميركية لتطويق النفوذ الايراني في المنطقة، سيما "عسكريا"، تزعج طهران وتقض مضجعها، حيث ان تعزيرات واشنطن على الحدود العراقية السورية التي تم نشرها في الاسابيع الماضية، واضحة الاهداف والغايات، ولا ترتاح اليها الجمهورية الاسلامية، اذ تخشى ان تقطع التواصل بينها وأذرعها العسكرية المنتشرة في الاقليم واهمّها في العراق وسوريا ولبنان...
لم يخف عبداللهيان حقيقة ان هذا الملف سيتصدّر محادثاته مع اركان المحور الايراني. فقد اشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد في دمشق الى أنّ "الولايات المتحدة وبغية تشديد الحصار، تُحاول قطع الطرق بين دولنا ومسارات الترانزيت بيننا، وقد فعلت ذلك سابقاً"، مؤكداً اهتمام طهران "بتطوير التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والاستفادة من طرق الترانزيت". وإذ شدّد عبداللهيان على مواصلة دعم سوريا، اعتبر أنّ "حدود العراق مع جيرانه، لا سيّما سوريا هي حدود الصداقة، وننصح الجنود الأميركيين بالعودة إلى وطنهم"، مندّداً بالعدوان الإسرائيلي على مطار حلب، ومعلنا أنّ "لن يبقى أي اعتداء إسرائيلي من دون ردّ". كما رأى أنّ "وجود علاقات ودية بين أنقرة ودمشق يصبّ في مصلحة المنطقة".
من جانبه، قال المقداد إن هدف الحشود العسكرية الأميركية على الحدود مع العراق هو الضغط على النظام السوري للتراجع عن موقفه وهو ما لم يتحقق"، مؤكداً أن العراق أكد أنه لن يسمح بشن أي عملية عسكرية من أراضيه لإغلاق الحدود مع سوريا. وقال "الولايات المتحدة غير قادرة على تنفيذ تهديداتها وإن أرادت أن تنفذ ما نسمع به عبر الإعلام فستواجه بصمود سوريا".
خطوط الامداد العسكري وكيفية ابقائها سالكة وآمنة، كانت مدار بحث في دمشق، وهي حضرت ايضا في محادثات عبداللهيان مع نصرالله، وتعتبر العنوان الرئيس لزيارة الدبلوماسي الايراني للبنان، وإن كان سيبحث ايضا في الملف الرئاسي وفي المساعدات التي يمكن لطهران ان تقدّمها لبيروت.
ويشعر الايرانيون، ومعهم ايضا الحزب في لبنان ان الضغط يشتد عليهم، ليس فقط عسكريا، انما ايضا سياسيا ودبلوماسيا عبر ما رافق صدور قرار التجديد لليونيفيل في مجلس الامن، وشعبيا في ظل ارتفاع النقمة الداخلية على سلاح الحزب بدليل ما حصل في الكحالة اخيرا. وبالتالي البحث عن خطوات ميدانية وايضا سياسية لتخفيف هذا الضغط، هو الهمّ الاول لطهران اليوم.. فهل سيخرج لقاء عبداللهيان - نصرالله، بخطط جديدة سترى الساحة الداخلية والاقليمية تفاصيلها تباعا؟ وهل يُمكن ان يقترح الايرانيون على واشنطن والخليجيين، تسهيلَ انتخاب رئيس في لبنان، مقابل تخفيف استهدافهم لخطوط الإمداد؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك