كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لم ترأف بنا الجغرافيا ولا التاريخ... الاثنان جعلانا أسرى هذه البقعة من الأرض حيث السوادُ رفيقها الأزلي. وحدها الطبيعة لوّنت هذه البلاد برونقٍ لا تجده في أيّ مكان ثان في العالم، فمن كان يهزأ بالعبارة الشهيرة عن اننا في لبنان قد نتزلجُ ونسبحُ في يومٍ واحد، إكتشف في نهاية الأسبوع المنصرم أنها حقيقة قد تحصل عندما يتحوّل آذار إلى غدّار.
صورُ اللبنانيين في الجبال كما على الشواطئ نشّطت ذاكرتنا التي اشتاقت إلى ما يُفرحها... ونحن أحوج ما نكون إلى فسحاتٍ من الأمل والاستمتاع... وهي قد تكون أعادت أيضا إلى الأذهان بعض المآسي التي ترافق فصلَ الربيع من كل عام، حينما يغلبَ الحماس حكمةَ العقل، فتنقلب المغامرة إلى كارثة.
فمع تحسّن الطقس في فصل الربيع من كل عام، تصبح ضفافُ الأنهر مكانا محبّبا عند كثرٍ إن كان لممارسة رياضة المشي أو حتى للتخييم وتمضية اليوم مع الأصحاب أو العائلة وحتى السباحة... ولكن بقدر ما هو محبّبٌ بقدر ما هو خطِر، لأن ضحايا كثرا يغرقون سنويا في هذه الفترة من السنة بفعل فيضان الانهر الناتج عن ذوبان الثلج.
رئيس وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني الكابتن سمير يزبك دعا المواطنين إلى الابتعاد عن الانهر بين آذار ومنتصف أيار بسبب ارتفاع منسوب المياه، مشيرا إلى أن أخطرها نهر ابراهيم، العاصي، الدامور وصيدا، إضافة إلى نهر العريضة على الحدود.
وبالارقام، يوضح يزبك، في حديث لموقع mtv، انه سنويّا يغرق ما بين 15 إلى 25 شخصا في الانهر غالبيتهم من النازحين السوريين، والحوادث تحصل أثناء التقاط الصور أو لمّ الحطب أو عبور النهر أو الرحلات والتخييم، محذرا من خطورة المشي قرب الانهر خلال هذه الفترة أو حتى الاقتراب من أجل غسل اليدين لأن الوحول قرب الضفة قد تنهار كذلك بعض الصخور التي قد تنخسف.
لذلك تحاشوا الأنهر في هذه الفترة، وفي حال مشاهدتكم لأحدهم وهو يغرق، لا تقتربوا لنجدته إلا إذا كنتم تملكون حقيبة الإسعافات الأساسية مثل حبل أمان او العصا التي يمكن فتحها لـ3 أمتار إضافية، ولا تترددوا بالاتصال على الـ125 لطلب مساعدة الدفاع المدني.
حتى في بحيرات الريّ يغرق المواطنون، وكذلك في السدود فهي غيرُ صالحة للسباحة، فكونوا حذرين، والاهم تذكّروا أن حوادثَ السقوط في الانهر الفائضة لا تأتي نتائجها سالمة... ومن الآخر "ما حدا بيظمط بالهيّن"... والفيديو المرفق أكبر دليل على المشهد المرعب هناك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك