كتب كبريال مراد في موقع mtv:
لم يكن الاستحقاق الرئاسي في لبنان يوماً صناعةً داخليّة مئة بالمئة، حتى لا نقول لم يكن صناعة محليّة يوماً.
فحتى رئيس جمهورية الاستقلال بشارة الخوري جاء ببركة بريطانية في مقابل الفرنسيين. لتكرّ بعدها سبحة الخيارات الخارجية الحاسمة، الغربيّة مرة، والعربيّة مرة، وخلطة ما بين الاثنين مرات ومرات.
اليوم، كما في السابق، يكثر الحديث عن "لبننة الاستحقاق". ليتبيّن في الواقع، أن غالبيتهم، حتى لا تستفزهم عبارة "كلن يعني كلن" ينتظرون كلمة الخارج. وإلاّ، فلماذا يبعثون بموفدين الى دولة خليجية أو عاصمة أوروبية للسؤال عن المواصفات وطرح الأسماء، وترقّب ايحاء ما؟ ولماذا أيضاً يستقبلون ويزورون السفراء، لتسويق اسمٍ أم حرق آخر؟
يقول وزير سابق متابع لأكثر من استحقاقٍ رئاسيّ "إن الانتخابات الرئاسية في لبنان مزيج من حركة داخلية وكلمة سرّ خارجية. متى ضعف الداخل، طغى البعد الخارجي، ومتى شكّل الداخل حدّاً أدنى من التفاهم، جاء الخارج ليبارك".
قد تكون المصالحة المسيحية بين ٢ حزيران ٢٠١٥ و١٨ كانون الاول ٢٠١٦ والتي انتهت "باتفاق معراب" استثناء في هذا السياق، لناحية خلط كل الاوراق واجبار الخارج على السير بما قرره الداخل.
اليوم، تغيب المبادرات. والاتصالات القائمة محلياً لا ترتقي الى المستوى الذي يمكن التعويل عليه أو الانطلاق منه. حركة موفد بكركي لا تزال تصطدم بلاءات من يلتقيهم. وإن وُجد من يميل الى حلّ النزاع "على الطريقة اللبنانية"، فإنه لا يتحرّك باتجاه خصومه وحلفائه بالشكل المطلوب.
لذا، فالاصطفافات على حالها، والشغور مستمر. فأيها اللبنانيون، متى سمعتموهم يتحدثون عن "لبننة الاستحقاق" اعلموا أنهم يكذبون… وينتظرون الوحي من ما وراء الحدود.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك