كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
صباح الاحد الماضي، غادر وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، لبنان عائدا الى واشنطن بعد جولة على عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين رافقتهم خلالها السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
مهمة الوفد في يروت استقصائية امنية -مالية محورها المساعدات الاميركية للجيش والاجهزة الامنية اضافة الى التحديات التي يواجهها لبنان في ملف النازحين السوريين وكيفية مساعدة الولايات المتحدة في هذا المضمار لتخفيف حدة الازمة.
في اليرزة، كان اللقاء الامني الاهم،على ما تقول مصادر مطلعة لـ"المركزية"، كما كان السياسي في وزارة الخارجية. ففي اجتماع الوفد مع قائد الجيش العماد جوزف عون، كان ثناء على احتراف الجيش وحُسن استخدامه للمساعدات الأميركية بما يعزز جهوزيته العملانية وتماسكه وقدرته على حفظ أمن لبنان واستقراره رغم الظروف الصعبة، وتأكيد على ضرورة متابعة التعاون معه واستمرار تقديم المساعدات لتجاوز المرحلة الحالية.
وفي التفاصيل، بحسب المصادر ان الوفد الاميركي كان يحمل ورقة تتضمن 21 سؤالا طرحها على من اجتمع اليهم تركز ابرزها على كيفية صرف المساعدات، هل هي كافية وما هو الحجم المطلوب لتلبية الحاجات الضرورية وفي اي من المجالات يُفترض ان تقدم واشنطن مزيدا من الدعم. في المقابل، قدمت قيادة الجيش تقريرا مفصلا بكل قرش صرف من اموال الدعم الاميركي، ما لقي استحسانا من اعضاء الوفد الذي شرح خلفية تساؤلاته المرتكزة الى اهمية تحديد وجهة صرف المساعدات، كون اموال الضرائب الاميركية المحباة من الشعب ليست ملكا للسلطة، ويتوجب تاليا تحديد كيفية ادارة وانفاق المال العام، لا سيما على ابواب اعداد موازنة جديدة . واذ اكد ملء الثقة بالسفيرة شيا ممثلة بلاده في بيروت وحسن اشرافها على المساعدات، اشار الوفد الى قرار بتقليص الانفاق الاميركي في مجال المساعدات للخارج بفعل الحرب الروسية على اوكرانيا وسعيه الى اعداد جدول مقارنة بين حجم المساعدات قبل وبعد هذه الحرب، على ان يعدّ في اعقاب زيارته بيروت تقريرا يرفعه الى الادارة في الكونغرس في شأن مدى تأثير المساعدات الاميركية للبنان على استقراره، ليبنى في ضوئه على الشيء مقتضاه. وتبعا لذلك، ابلغ الوفد المسؤولين في لبنان انه سيقترح بالاستناد الى معاينته الميدانية لواقع الحال تكثيف برامج المساعدات العينية والتسلح والطبابة، لاستمرار ضمان الامن والاستقرار، خشية وقوع لبنان في الفوضى وامتداد فتيلها الى خارج الحدود بما يتهدد المنطقة برمتها خصوصا الدول القابعة على صفيح ساخن واحتمال بلوغ شرارتها القارة الاوروبية.
وفي وزارة الخارجية، وخلال لقاء وفد مساعدي الكونغرس مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، اثير ملف النزوح السوري وتداعياته البالغة السلبية على الوضع اللبناني المهترئ، فتم عرض مفصل للمسألة وكيفية المساعدة والدعم، الا ان السفيرة شيا شرحت ان واشنطن تقدم الدعم في هذا المجال من خلال برامج اخرى كثيرة لا علاقة لها بالمساعدات المقدمة للاجهزة العسكرية والامنية.
الوفد الاميركي غادر لبنان مرتاحاً واعداً ببذل اقصى الممكن لضمان استقرار "البلد" الصديق ومنع انفجاره، وكما نجحت واشنطن في ملف ترسيم الحدود ستنجح في كل مهمة تعتزم تنفيذها، فكيف الحال ان كانت تعني مصالحها الاستراتيجية في مثلث الدول النفطية؟... تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك