كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
نحن شعب بالنار والجحيم نُمتحنُ… تمضي الأيام ونحن نترقّب ماذا سيحلّ بنا بعد، وتحت أي مطرقة سننزلق بعد؟! مجنون من يتجاهل مصيرنا الأسود، ومجنون من يظنّ أننا بلغنا القعر! بل إسمحوا لي، المجنون الأكبر، لا بل ذاك الأحمق، هو الذي لا يزال يهلّل ويصفّق لمن عاث فسادا وخبثا واستبدادا… غير آبه بما وصل إليه شعبه.
كلّنا اليوم في لبنان عالقون في لعبة مميتة، جُرّدنا فيها من كلّ حقوقنا كبشر، وبات الصمود يحتاج لأعجوبة… حتى العيد نستقبله بخجل، موائدنا تغيّرت، اهتماماتنا تحوّلت، هدايانا شبه اختفت، حياتنا كلها انقلبت رأسا على قلب.
لكن ما يحصل في منازلنا، لا يشبه بشيء منازل من يتحكّمون بمصيرنا، وبين عيدنا وعيدهم سنوات ضوئية وأكثر…
هم لن يغيب شيء عن مائدتهم ليلة العيد، ولن يحتاروا أي حجة سيروون لأبنائهم حتى يبرروا غياب الهدايا. هم لن يحرموا أنفسهم من شيء حتى يشتروا كنزة جديدة لأبنائهم، ولن يضطروا للاستدانة لإفراح صديق أو شقيق…
من يتفرّجون علينا ونحن نموت جوعا، وقهرا وذلا… ومن يتفرّجون علينا ونحن نتنقل من صيدلية إلى أخرى بحثا عن دواء، على الأرجح سيمضون عطلة الأعياد في باريس أو لندن أو مكان آخر في أوروبا، سيغادرون مع عائلاتهم لصرف ما سرقوه من مدخراتنا. نحن قد نغرق في العتمة ليلة العيد إذا ما شاء ذلك صاحب المولّد، فيما سيستقبلون هم العيد تحت أضواء الشانزيليزيه أو في الصالات الصاخبة لدول العالم.
لذلك أيها اللبنانيون تذكروا جيدا ليلة العيد، وانتم تصلّون وتتضرعون لأيام أفضل، أن تسألوا صاحب العيد أن يزور ضمائر هؤلاء الذين وكأنهم يعيشون على "غير كوكب"، علّهم يلتفتون إلى شعبهم الغارق في جهنّم، أو اطلبوا منه أن يخلّصنا منهم بالطريقة التي يراها مناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك