كتب كبريال مراد في موقع mtv:
يروي سياسي عتيق ممن خبروا مراحل الحرب والسلم في لبنان، أن التحوّلات الكبرى التي تحصل في المنطقة وتترافق مع انقسام مسيحي وغياب للرؤية، تكون على حساب دورهم ووجودهم وموقعهم في تركيبة النظام، وعلى طاولة القرار.
يستعرض ذلك قبل أن يعود الى واقعنا الراهن، حيث المنطقة بين مدّ وجذر واتصالات ولقاءات وحوارات وتصلّب وأوراق قوة، وجولات عنف ربما، قبل المشهد الأخير.
يكتب على ورقة صغيرة أمامه اسماء الكثير من البلدان العربية التي تعيد رسم سياساتها الداخلية والخارجية، أو يعاد رسم واقعها بضوء التأثيرات الخارجية وصراع النفوذ. قبل أن يرسم حول العراق دائرة ويقول "كان الرئيس كميل شمعون رحمه الله على حق… خلّي عينكن عالعراق".
هي مقولة قديمة مفادها أن ما يحدث في بلاد الرافدين، تطال تداعياته لبنان. وبما أن المشهد العراقي لم يفرز بعد مستقبله الجديد، فإن في ذلك دلالة على أن الخريطة الجديدة لتقاسم النفوذ في المنطقة لم تكتمل.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الأمور مفتوحة على أكثر من احتمال بين التنفيس والاحتقان، التفجير والتهدئة. وهو ما سينسحب على لبنان أيضاً الذي لا يعاني من أزمة سياسية أو حكومية، بل من أزمة كيانية كبرى.
وسط هذا المشهد، يسأل السياسي العتيق عن واقع المسيحيين، وهو العارف بأنهم منقسمون في الرؤى والتوجهات، لا في التحالفات والاصطفافات فقط. ليقول "اذا جاء وقت الحسم، والمسيحيون بلا خريطة طريق جامعة، سيأتي الحل على حسابهم، وسيفقدون اكثر مما فقدوه مع الطائف وما بعده".
تسأل عن امكانية خريطة الطريق هذه والبلاد مقبلة على انتخابات نيابية، فيجيب "المطلوب إرادة بالجمع لا التفرقة، وليس المطلوب ذوبان المسيحيين في حزب واحد. فالتنوّع يبقى الأساس، ليتنافسوا ديموقراطياً، ولا يتحوّل اختلافهم الى خلاف. والأهم أن يلتقوا على التفكير المشترك في أي لبنان يريدون؟ فيكوّنوا رؤية مشتركة في القضايا الاستراتيجية، ويحافظوا بوحدتهم على المشروع، على دورهم على طاولة القرار وحضورهم في أي معادلة جديدة".
هي نصيحة ممن خبر لبنان بطلعاته ونزلاته. فهل من يسمع؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك