سجّلت روسيا أعلى عدد وفيات جراء الوباء على مستوى أوروبا، في وقت تسعى السلطات للحد من ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، حيث دخلت القيود الرامية إلى احتواء فيروس كورونا حيز التطبيق لكن إحباطا عميقا ولوما كثيرا ينتاب العديد من الروس.
تحدّثت صحيفة "واشنطن بوست" مع ألكسندر إيفانوف الذي كاد فحص طبي روتيني، في منتصف أيلول، أن يقضي على حياته، حيث كانت العيادة مكتظة بالمرضى، ولم يكن هناك من يرتدي كمامات أو يلتزم بالتباعد.
ويقول إيفانوف، الذي لم يحصل على التطعيم، إن هذا المشهد مألوف في الأماكن العامة الروسية ووسائل النقل.
وبعد 3 أيام أصيب إيفانوف (47 عاما) بفيروس كورونا وانتهى به الأمر في العناية المركزة في يكاترينبورغ بمنطقة الأورال الروسية. وهناك شاهد مرضى آخرين يصارعون الموت فاعتقد أنه سيلحق بهم.
تقول "واشنطن بوست" إن "الموجة الرابعة الكارثية في روسيا" كانت نتيجة حملة تطعيم الفاشلة، ورسائل الحكومة المشوشة والمتقطعة حول فيروس كورونا الأمر الذي يجعل من الصعب تصحيح المسار الآن.
كانت روسيا بدأت إجراءات مكافحة الوباء بإغلاق صارم في أوائل 2020، ثم تراجعت قبل التصويت الحاسم على التغييرات الدستورية، في تموز 2020. وامتنعت روسيا عن فرض إجراءات مشددة على مستوى البلاد، فيما كانت تأمل بأن يساهم إطلاق عدد من اللقاحات التي تم تطويرها محليا في الحد من تفشي الوباء.
لكن وعلى الرغم من توافر اللقاحات على مدى أشهر، لم يجر تطعيم إلا 32,5 في المئة من السكان بالكامل، وفق إحصاءات نشرتها الحكومة. وهذا الصيف، اعتمدت موسكو رموز الاستجابة السريعة QR للتحقق من الحصول على التطعيم وبالتالي السماح بدخول الحانات والمطاعم والمقاهي، ولكن سرعان ما تجاهل الروسي هذا الإجراء.
وتنقل الصحيفة عن بعض المحللين قولهم إن عدم ثقة الروس في السلطات، وتشكك الأطباء يساعد في فهم تحفظ الدولة على عدم الإقبال على تلقّي اللقاح. فيما يلقي آخرون باللوم على نشطاء مناهضة اللقاحات والمعلومات المضللة المتفشية على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن النتيجة واحدة، وهي تحوّل روسيا إلى "بؤرة ساخنة للوباء"، بحسب "واشنطن بوست"، في حين أن البلدان ذات معدلات التطعيم الأعلى ترفع القيود.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك