مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الأزمة الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج تكبر يوما بعد يوم. فبعد السعودية والبحرين جاء دور الكويت والإمارات لسحب ديبلوماسييها من بيروت. فماذا سيفعل لبنان لمواجهة العلاقات المتدهورة مع دول تشكل عمقه العربي وتعتبر بشكل أو بآخر رئته الاقتصادية في ظل وضع اقتصادي خانق؟ اللافت أنه في ظل الأزمة المستشرية فإن رئيس الحكومة غائب خارج لبنان، أما دور رئيس الجمهورية فشبه مغيب. فقصر بعبدا لم يشهد أي نشاط يتعلق بالأزمة الديبلوماسية اللبنانية- الخليجية.
في المقابل شهد الصرح البطريركي زيارتين لافتتين. الأولى لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية والثانية للوزير جورج قرداحي. والواضح من زيارة فرنجية أنه لا يرغب في إعطاء أي دور لرئيس الجمهورية، حتى لا "يبيع" أي موقف يتخذه قرداحي إلى الخليج، وهو ما عبر عنه بكل صراحة ووضوح فرنجية ومن منبر بكركي بالذات. فهل اليوم هو للبيع والشراء على حساب اللبنانيين، أم أن الوقت هو لإنقاذ العلاقة اللبنانية الخليجية وللحفاظ على ما تبقى من مصالح اللبنانيين في الخليج؟
هذا في الشكل. اما في المضون والجوهر، فقرداحي زار الصرح البطريركي من دون ان يقدم استقالته كما روج البعض. ووفق معلومات ال"ام تي في"، فان البطريرك الراعي تمنى على قرداحي ان يقدم استقالته حتى لا يحمل مسؤولية تردي العلاقات اللبنانية الخليجية، ومسؤولية تضرر مصالح اللبنانيين في الخليج. وفي حين لم يعرف موقف قرداحي، فان مصادر سياسية تشير الى ان حزب الله يعارض اي استقالة لقرداحي ويعتبرها نكسة لفريقه السياسي، بعد النكسات المتتالية التي تلقاها قضائيا وسياسيا وحتى ميدانيا. وهذا يثبت ان ازمة الوزير قرداحي دخلت على خط الصراع بين الفريقين المتصارعين في لبنان. فاذا استقال وزير الاعلام فان الوزراء الشيعة سيستقيلون معه على الارجح. اما اذا لم يستقل فان رئيس الحكومة قد يستقيل، اضافة الى الورزاء المحسوبين عليه. فهل تنجح فرنسا ماكرون في انعاش الحكومة الميقاتية التي تتلقى، من داخلها، ضربة تلو اخرى من دون ان تحقق حتى الان اي انجاز للبلد؟
في الاثناء الاهتمام بالاستحقاق الانتخابي يتراجع الى اقصى حد نتيجة الازمة الديبلوماسية الضاغطة. ولأن اداء الطبقة السياسية في الازمة المذكورة يثبت فشلها ويؤكد فسادها، لذلك ايها اللبنانيون متى ذهبتم الى صناديق الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
النقطة على السطر هي الرمز الأعظم في النص.
والنقطة في تغريدة السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري الذي غادر الى الرياض كانت كفيلة بإيصال الرسالة. فكانت القطيعة الخليجية للبنان من دون أن تمس الشعب اللبناني ومن دون أن تحمله جريرة أخطاء حكومته كما تعتبر المملكة لكن الإساءة اليها خط أحمروعلى الشيء يبنى مقتضاه، وذلك عقب استدعاء كل من السعودية والبحرين والكويت للسفراء اللبنانيين لديها والطلب إليهم مغادرة بلادهم وسحب الامارات لديبلوماسييها من بيروت ناصحة مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان.
خارجيا اتصالات علم بها تلفزيون لبنان وهي على أعلى المستويات قادها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من العاصمة البريطانية قبل الانتقال الى اسكتلندا للمشاركة في قمة المناخ وقد طلبت منه الجهات الدولية عدم الاستقالة.
داخليا مواقف صاخبة تدعو الى الاستقالة الفورية لوزير الإعلام تجنبا لأي تصعيد خليجي عربي آخر وحرصا على علاقات الأخوة العريقة بين لبنان ومحيطه العربي. بالتوازي في بكركي زيارة مسائية قام بها وزير الاعلام جورج قرداحي الى الصرح البطريركي. والتقى البطريرك الراعي الذي علم تلفزيون لبنان انه اصر خلال اللقاء على مبدأ الحياد وحسن سير العلاقات مع الدول العربية وسط تكتم عما دار حول موضوع الاستقالة من عدمها. وكان لفت من بكركي ظهرا موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي أعلن أن وزير الإعلام عرض على فرنجية أن يستقيل من قصر بعبدا أو من بكركي، فرفض رئيس تيار المردة، وقال: إذا استقال جورج قرداحي أو أقيل فالمردة لن تسمي أحدا في الحكومة مرة جديدة.
في أي حال حجم القطيعة الخليجية أكبر من أن يستطيع لبنان أن يتحملها وعليه كانت توجيهات من قبل رئيس الحكومة الى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعدم الالتحاق به الى غلاسكو في اسكتلندا وترؤس خلية أزمة تعالج التداعيات وقد اجتمعت اليوم على مدى ثلاث ساعات وبمشاركة ديبلوماسية أميركية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
منتصف هذه الليلة تؤخر عقارب الساعة ساعة إلى الوراء عملا بالتوقيت الشتوي.
أما ساعة العلاقات اللبنانية- السعودية فقد سجلت إشكالا دبلوماسيا غير مسبوق في تاريخ البلدين إتسعت دائرته ليشمل دولا خليجية أخرى شملت حتى الآن الكويت والبحرين والامارات.
لبنان الرسمي استنفر لمتابعة تداعيات هذا التطور المرتبط بقرار المملكة إستدعاء سفيرها في بيروت وطلب مغادرة السفير اللبناني في الرياض فجرى تواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
وأشار الرئيس نجيب ميقاتي إلى الإستمرار في إجراء الاتصالات اللازمة مناشدا القادة العرب مد يد المساعدة فيما تولى وزير الخارجية إدارة خلية أزمة فاجتمع مع عدد من الوزراء والقائم بالأعمال الأميركي كاشفا أن الجهات التي تواصل معها ميقاتي طلبت منه عدم التفكير في الإستقالة.
أما استقالة الوزير جورج قرداحي فقد عرض على زعيم تيار المردة أن يقدمها من بعبدا أو بكركي لكن سليمان فرنجية رفض هذا العرض لأن الوزير لم يخطئ وأكد أنه مع قرداحي في أي قرار يتخذه رافضا التعاطي بدونية مع السعودية وهكذا حصل فالوزير قرداحي الذي زار بكركي عصرا ولم يدلي بأي تصريح نقل عنه أنه غير متمسك بمنصبه لكنه لن يستقيل.
وفي المواقف الخارجية برزت دعوة الجامعة العربية لبنان لاتخاذ الخطوات التي تضع حدا لتدهور العلاقات اللبنانية - الخليجية ومناشدة دول الخليج تدبر الإجراءات المطروح إتخاذها في سياق هذا الموقف تفاديا للتأثيرات السلبية على الإقتصاد اللبناني المنهار.
تبقى الإشارة إلى أنه في ظل الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء صباح اليوم أرقاما مرتفعة تراوحت بين 21250 ليرة للبيع و21300 للشراء.
الأزمة مع المملكة لم تحجب الاهتمام بالانتخبات النيابية في ظل إمعان التيار الوطني الحر على سلوك كل الطرق التي تؤدي الى تطييرها وهذا ما لم نسمح به وقال بيان حركة أمل ردا على بيان الهيئة السياسية في التيار التي وصفه البيان بتيار الازمة والتضليل منتقدا نواياه في إعاقه تطيير الانتخابات حتى ولو اضطر استخدام موقع رئاسة الجمهورية لتغطية مواقفه الملتبسة وللطيونة كلام آخر فسخافة طرح المقايضة لن نرد لانكم تعرفون انكم تكذبون وتحاولون إثارة الفتنة ولن تنجحوا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
تعتبر النقطة التي تكلل كلمة اليمن اعظم رمز في الامة، وتعتبر النقطة في آخر جيوب مأرب أكبر اسرار القصة. وما دون ذلك لا يعدو كونه صراخا وعويلا، وكل ما يراه العالم من عنتريات الممالك والمشيخات ما هو الا فرفرة المهزوم بشر خياراته ومغامراته العبثية في الوحول اليمنية.
فالنقطة المفصلية التي ستحدد كل السطور، هي ما يسطره المجاهدون امام اهل العدوان ومرتزقته في اليمن، حيث سيطر الجيش واللجان وابناء القبائل على معظم مديريات محافظة مأرب وباتوا على اسوار المدينة، وعندها ستتلاشى عنجهية اهل العدوان ومرتزقتهم في كل مكان لا سيما في لبنان.
لبنانيا وبلسان الصراحة اعلنت خلية الازمة الوزارية عن رعاية اميركية لحل القضية مع السعودية، حيث حضر القائم بالاعمال الاميركي "ريتشارد مايكلز" اجتماع الخلية في وزارة الخارجية، اما القيمون على الحل فقد اوصوا بعدم استقالة الحكومة اللبنانية مع البحث عن مخارج قال الوزراء المجتمعون انها قريبة.
اما زيارة وزير الاعلام جورج قرداحي الى بكركي فقد قالت الكثير دون ادلائه باي تصريح، فيما كان التلميح من اعلاميي الصرح ان الوزير قرداحي غير متمسك باي منصب او موقع شخصي على حساب مصلحة لبنان ومظلوميته، اما الشعب اللبناني المظلوم فعليه الا ينتظر كثيرا مع العقلية الانبطاحية التي تحكم اهل السيادة في بلدهم.
ومن اهل الوفاء تأكيد على عدم التخلي عن نصرة الشعب اليمني المظلوم، وان سياسة المنشار السعودي لا تنفع مع اهل المقاومة والوفاء كما قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، الذي رفض الاستبداد والابتزاز واهانة الكرامة والسيادة اللبنانية التي تقوم بها السعودية. واكد الشيخ قاووق ان الهجمة السعودية على لبنان هي ابعد بكثير من مواقف الوزير جورج قرداحي، فهي تبدأ من اليمن ولا تنتهي عند الانتخابات النيابية اللبنانية.
اما رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية الذي حرص على العلاقة مع السعودية فقد رفض التعاطي من موقع الدونية معها مهما كانت الاثمان، متسائلا ان كان كلام الوزير قرداحي سببا او عذرا للهجمة الخليجية على لبنان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في انتظار اتضاح الصورة اكثر على مستوى العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج، بعد الازمة التي اثارتها المقابلة التي سجلت مع وزير الاعلام قبل التوزير، وفي ضوء المساعي التي تبذل على غير صعيد، اختصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم الموقف اللبناني من التطورات الاخيرة بتجديد حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبب بأزمة بين البلدين لا سيما وان مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة.
واعتبر الرئيس عون ان من الضروري ان يكون التواصل بين البلدين في المستوى الذي يطمح اليه لبنان في علاقاته مع المملكة ومع سائر دول الخليج. وكان رئيس الجمهورية تابع نهارا المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقد في وزارة الخارجية لخلية الأزمة التي انشأها ليل أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية، لمعالجة تداعيات موقف المملكة العربية السعودية الأخير.
وفي غضون ذلك، وفي سياق آخر، صار السؤال عن مصير الانتخابات النيابية المقبلة اكثر الحاحا، اذ في مقابل تشديد جميع الافرقاء على تمسكهم بإجرائها في موعدها، جاءت التطورات الاخيرة لترخي بظلال من الشك حول الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بالوضع اللبناني، لتضاف الى التلاعب المقصود والمتمادي من بعض القوى السياسية بقانون الانتخاب، وصولا الى الاعتداء المفضوح على صلاحية ميثاقية لرئاسة الجمهورية، علما ان ابقاء القانون على حاله كان كفيلا بإتمام العملية الديمقراطية من دون عوائق تذكر.
واليوم، تجدد السجال بين التيار الوطني الحر وحركة امل على خلفية العناوين السياسية المطروحة داخليا، وقد جدد التيار رفضه المطلق للمقايضة غير الأخلاقية التي يستميت في سبيلها ثنائي تواطؤ الطيونة، وفق ما جاء في بيان لهيئته السياسية، مؤكدا أن استكمال التحقيق العدلي في إنفجار المرفأ حتمي بعيدا من أي استنسابية أو تسييس، تماما كما جلاء الحقيقة في مجزرة الطيونة بما يؤدي الى محاسبة مسببيها ومرتكبيها على حد سواء.
اما رد حركة امل فلم يتأخر، حيث أكدت في بيان أنها لن ترد على ما سمته سخافة طرح المقايضة، متوجهة الى التيار بالقول: تعرفون أنكم تكذبون على انفسكم والناس في محاولة لاثارة الفتنة وتحريف الوقائع ولن تنجحوا، ودائما وفق بيان حركة امل. وقبل العودة الى ملف ازمة العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج، بداية النشرة من الخطر الداهم على انتخابات 2022.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
تسمية "أزمة قرداحي" هي تسمية صغيرة لأزمة كبيرة، المملكة العربية السعودية تعتبر أن السلطة اللبنانية "ساقطة عسكريا وسياسيا وديبلوماسيا" في المحور الإيراني، وكل ما ينبثق عن هذه السلطة يقع تحت هذه الخانة، وما موقف وزير الإعلام جورج قرداحي، حتى وإن كان تاريخ الإدلاء به سابق لدخوله الحكومة، سوى سبب إضافي تقدمه المملكة عن الحال العدائية، عمليا، من جانب السلطة اللبنانية، علما أن الخطاب السياسي لحكومة الرئيس ميقاتي معاكس تماما، ومع ذلك فإن ما يعني المملكة هو الأداء وليس فقط البيان الوزاري:
استقرت هذه الأزمة اليوم عند الحصيلة التالية، حتى الساعة:
الأزمة صارت مع السعودية والكويت والبحرين والإمارات.
تحرك أميركي تمثل في انضمام القائم بالأعمال الأميركي في بيروت إلى اجتماع خلية الأزمة الوزارية، وهي المرة الأولى التي تولد فيها مثل هذه الخلية، علما أنه غير معروف ما هو دورها وأي فراغ تملؤه.
هكذا تتراكم الأزمات:
لا جلسات لمجلس الوزراء، ورئيس الحكومة غير قادر على التأثير على وزرائه الذين يأتمرون بأوامر مرجعياتهم وليس بتعليمات رئيسهم.
أزمة قرداحي مفتوحة على كل الإحتمالات لجهة ردات الفعل من السعودية والكويت والبحرين والإمارات.
وهذا المساء بدد الوزير قرداحي أي تطور باحتمال استقالته، فزار بكركي، بعدما زارها نهارا رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه. قرداحي خرج من باب خلفي من دون الأدلاء بأي تصريح، ما يرجح أن استقالته مستبعدة.
عند هذا الحد باتت حكومة الرئيس ميقاتي حكومة معلقة وحكومة تصريف أعمال حتى من دون ان تستقيل، فهل هذا يعني تعليق كل الملفات الملحة من أزمات تتفاقم يوما بعد يوم؟
في الخلاصة: لا استقالة، حتى الساعة، لقرداحي، لا استقالة للحكومة.
أزمة كبيرة مع الخليج، ومضاعفات اقتصادية هائلة على لبنان. ولكن في حال استقال، فهل من ثمن مطلوب لاستقالته؟ ماذا عن الخطوات الخليجية التي اتخذت؟ هل تدخل في باب التفاوض من باب معادلة: الاستقالة في مقابل العودة عن هذه الخطوات؟ فهل نحن في مرحلة تفاوض؟ أم أن التصعيد لم يبلغ ذروته بعد، قبل العودة الى القنوات الديبلوماسية؟
في هذا الإطار علمت "ال بي سي آي" أن الرئيس ميقاتي يجري سلسلة اتصالات ديبلوماسية شملت واشنطن وباريس، وكان تأكيد من هذه العواصم على وجوب بقاء الحكومة، فيما يتركز البحث عن مخرج لأزمة قرداحي التي باتت مرتبطة بما يمكن ان توافق عليه السعودية في حال استقال قرداحي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
في أرفع أزمة دبلوماسية منذ اربعة وخمسين عاما، وضعت أربع دول خليجية لبنان على قائمة العقوبات السياسية الاقتصادية. في ثلاث منها طرد للسفراء، وفي دولة الإمارات سحب للدبلوماسيين، وهي أكثر الأزمات تطورا منذ عهد الرئيس شارل حلو واتهام السعودية لبنان بالانحياز إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
اليوم، وبغياب الزعامات والعروبة والعوامل الفلسطينية واندثار سياسة الحياد، كان جورج قرداحي سببا غير مباشر لأزمة كانت جمرا تحت رماد، وعلى نارها اجتمع طاقم وزاري سمى نفسه خلية أزمة، وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته من لندن مع أطراف أوروبية وأميركية، فيما احتكم قرداحي إلى الصرح البطريركي، تاركا الاستقالة رهن "الاستخارة" على غير صعيد سياسي وحزبي.
ولعل اكثر الخطوات بدهاء سياسي وذكاء غير صناعي جاءت عبر خلية الازمة التي ادارها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الرجل الذي اختبر اميركا سفيرا في عاصمتها لسنوات، فآثر اشتراك اميركا في النقاش والحل، واستدعى القائم بأعمال السفارة في لبنان ريتشارد مايكل، وهي المرة الاولى التي يسجل فيها تدخل اميركي ظاهر بعد أن كانت التدخلات سرية للغاية. صبت الخلية الوزارية بردا على نيران الازمة الدبلوماسية، وراهن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على قمة المناخ في غلاسيكو لتخفيف الاحتباس الدبلوماسي أو الحد من رقعة انتشاره عبر لقاءات سيجريها هناك.
أما الجامعة العربية، فقد اكتفت بالنصح، وقال امينها العام إن الأزمة التي تسببت بها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني وما تلاها من احداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانيا بشكل ينزع فتيلها، لكنه أكد ثقته بحكمة رئيس الجمهورية ميشال عون وقدرته.
والحكمة الفعالة لدى رئيس الجمهورية جاءت عبر دعوته الى توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين الشقيقين لبنان والسعودية، وهي الدعوة التي تجري على توقيت نزيف السفراء والدبلوماسيين.
والى أن تسوى الازمة بطوق أميركي أوروبي وربما مصري، فإن وزير الإعلام خرج من بكركي من دون استقالة، تاركا الامر مفتوحا على كل احتمال، ومنتظرا تاليا اختبار رد الثنائي الشيعي على قراره، في وقت كان النائب محمد رعد يعلن أنه: لا بإقالة ولا باستقالة وزير، ربما تصدع الوضع الحكومي برمته.
وقرداحي الخارج من بكركي من دون اعلان قراره، وجد في الصرح عربون وفاء قلده اياه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي وازن بين العلاقة التاريخية منذ الآباء والأجداد مع المملكة العربية السعودية والحفاظ على كرامات الناس، وقال لن اقبل بتقديم جورج قرداحي فدية، فهو ظلم، وأنا معه، وإذا استقال أو أقيل لن نسمي خلفا له. وكشف أن قرداحي عرض عليه الاستقالة من بعبدا أو بكركي، لكنه رفض لأنه لم يرتكب أي خطأ، ونحن نعيش في بلد حر. لن يعني هذا الكلام أن الحل لن يكون غدا بمغادرة قرداحي لعبة المليون باكرا. فالمساعي المتواصلة قد تقتضي خروجه من الدائرة الحكومية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك