في الوقت الذي وضعت الجماهير العربية آمالها وتطلعاتها على منتخبي لبنان وقطر لتحقيق نتيجة إيجابية في كأس آسيا بكرة السلة،خرج المنتخبان من دون ألقاب من البطولة التي استضافتها اليابان وأحرزتها إيران.
لكن النتائج التي حققها العرب في كأس ستانكوفيتش سابقاً، لم ترق للسمعة الجيدة لمنتخبي لبنان وقطر، أضف إلى ذلك المشاركة المتواضعة للعملاق الصيني الذي فضَل إرسال شبابه لطوكيو من أجل "الإزعاج" ليس أكثر،ومع ذلك لم يتمكن العرب من استغلال هذا الأمر لصالحهم،وإبقاء اللقب في الخزائن العربية.
المشاركة العربية في الكأس الآسيوية باتت تبرز الحاجة إلى إعادة تقييم شاملة لمستوى كرة السلة العربية في خضم النتائج الأخيرة لأنديتها ومنتخباتها في البطولات القارية.
المنتخب اللبناني الذي صعد لأعلى المنصة في البطولة الأخيرة التي استضافها عام 2010، إكتفى بتحقيق المركز السابع،وهو الأمر الذي فاجأ الكثيرين من متابعي منتخب الارز، كما أنه يأتي إستكمالا لخيبات الأمل الأخيرة في المشاركات الخارجية.
وخاض المنتخب سبع مباريات خلال منافسات الدورة،اكتفى بتحقيق الفوز في أربع منها فقط، مما يعني أن الإيجابيات من تلك المشاركة لا تتعدى 60 بالمئة.
وعلى الرغم من غياب عدد من اللاعبين اللبنانيين عن تشكيلة المدرب غسان سركيس،إلا أن هذا الأمر لايمكن إعتباره سبباً كافياً لخروج المنتخب "متصدر المجموعة الأولى"، من الدور ربع النهائي أمام نظيره القطري الذي حلّ في المركز ما قبل الأخير في مجموعته بثلاث هزائم وفوز واحد فقط.
وبدا واضحاً أن المنتخب اللبناني في طريقه للذهاب بعيداً في تلك البطولة لاسيما بعد فوزه في الدور الأول على ماكاو والصين واوزبكستان وخسارته بصعوبة امام الفليبين،لكنه سقط في أول إختبار في "البلاي أوف" وخرج على يد المنتخب القطري، مكتفيا بالمركز السابع بعد خسارة جديدة أمام الصين وفوز على اوزبكستان.
من جهته فإن المنتخب القطري إحتفظ بالمركز الثالث الذي أحرزه في البطولة الماضية،لكنه لم يقنع المتابعين، لأن العنابي خسر في الدور الاول أمام اليابان وايران وتايوان واكتفى بالفوز على الهند،ثم على لبنان في ربع النهائي وعلى الفليبين في الصراع على المركزين الثالث والرابع بعدما فقد فرصة بلوغ المباراة النهائية بهزيمة أمام أصحاب الأرض.
العنابي الذي تألق على المستويين العربي والخليجي خلال العامين الماضيين،خيّب الآمال لاسيما وان كأس آسيا كانت خير إستعداد له من أجل الدفاع عن لقبه في البطولة الخليجية المزمع انطلاقتها نهاية هذا الشهر.
من هنا لابد من القول إن المنتخبات العربية بدأت تشعر بعمق الهوة في المستوى بينها وبين المنتخبات القارية، فهي لم تعد تستطيع الصعود الى منصة التتويج حتى بغياب "الكبار"،وهذا ما يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول قدرتها على تمثيل السلة العربية في البطولات المستقبلية.
وإذا كان خير الكلام ماقل ودل،فإن خير المشاركات ما دلّت على صحة التمثيل وقدرة هذا المنتخب أو ذاك على تحقيق نتائج مشرفة ليس للبلد الذي يمثله،إنما للوطن العربي بأكمله.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك