أشارت صحيفة "الاخبار" إلى أن ثمة ميل إلى الاعتقاد لدى الأوساط القريبة من الكواليس التي شاركت في زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان، أن محاولة اغتيال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون تمت هندستها بالشكل والمضمون، لتخدم هدف اغتيال الرسالة التي طيّرتها للعالم زيارة البابا للبنان حول تنبيهه الى أن مسيحيي الشرق في خطر، وأن الثورات العربية تنحرف عن أجندتها، بالنظر الى بروز مشاريع دينية متطرفة ومسلحة، هي الأقوى، بين صفوفها.
وأوضحت أن "في الشكل، اكتفي بإطلاق النار على موكب عون من دون قتله. أما في المضمون، فإن الرسالة المطلوب إيصالها تتعلق بأن استهداف الزعيم المسيحي عون، يأتي لكونه حليفاً للنظام السوري، وعليه فإن مسيحيي المشرق يستهدفهم محيطهم المسلم، عندما تعلق بهم هذه التهمة".
وإعتبرت أن "لا شك أنه يجري التدقيق في معنى هذه "الرسالة"، في كل من الفاتيكان وبكركي. والاعتبارات التفصيلية التي تطرح نفسها، من خلال استقرائها، عديدة، أولها أن الصلة الناشئة بين زيارة البابا، وبين مقاربة الفاتيكان لظهور تأثيرات مقلقة للثورات العربية على الوجود المسيحي في الشرق، ليست مقبولة من الإسلام السياسي بكل أطيافه في المنطقة. ثانيها، أن غصن الزيتون الذي قدمه البابا خلال زيارته، لضمان استمرار "التعايش في المشرق"، ناقص، لأن المطلوب لحمايته هو انخراط المسيحيين في جهود إسقاط النظام السوري. أما ثالثها، فهو ما تشير إليه بفجاجة، رمزية محاولة الاغتيال لرئيس كتلة الأغلبية النيابية المسيحية في لبنان، إذ جرت بعد أيام قليلة من احتفالية توقيع السينودس، ومن مشاهد الوحدة الإسلامية ـــ المسيحية اللبنانية احتفاءً بالبابا".
ورأت أن "هذا ما يدلل على أن محاولة الاغتيال أرادت إنهاء كل هذه المفاعيل لزيارة البابا، وإظهارها غير قادرة على الصمود أمام واقع الحال القائم في المشرق. وأن المطلوب "توحيد الاجتماع المشرقي" ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأنه خارج هذا "التوحد المشروط" المنقاد من الإسلام السياسي الصاعد، لا أمن للمسيحيين فيه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك