كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
ما اجتمع أثنان من اللبنانيين الا كان الحديث عن اسعار المحروقات وارتفاعها الجنوني،نتيجة رفع الدعم عنها بالمطلق، لكن البديل ايّ "البطاقة التمويلية" لم يبصر النور بعد، وبالتالي تخطى سعرها صباح اليوم الـ ٢٥٠ الف ليرة - فهل سيصل سعرها الى المليون؟
في حال استمرار ارتفاع الدولار مقابل اللّيرة تشير الدولية للمعلومات إلى أنّ سعر صفيحة البنزين سيرتفع دون سقف محدد له.
في السياق عينه، انّ رفع الدعم، خلق تضخماً باطنياً، يشمل كل السلع والبضائع أخرى، واذا ما اخذنا بالاعتبار التطورات الاقتصادية العالمية، نرى انّ سعر برميل النفط الى مزيد من الارتفاع اذ تخطى الـ ٨٣ دولار، وبالتالي سينعكس هذا الارتفاع على كافة الأسعار بشكلٍ مضاعف، وعليه فان زيادة الطلب على الدولار ستتضاعف أو ربما اكثر من اجل تأمين المحروقات، الامر الذي سيرفع الاسعار بشكل كبير اذ وصل صباح سعر الصرف في السوق السوداء اليوم الى ٢١ الف، وسيحوّل الطلب عليه إلى "مزاد علني".
والمصيبة الكبرى أنّ أجهزة الدولة صامتة لا تَسمع نُصحاً وهي بحاجة إلى صوت كبير يوقظُها- فالضحية هنا هو شعب أصبح فقيراً.
الاغنياء لن يواجهوا أيّ مشكلة في دفع ثمن صفيحة البنزين ليستعملوا سياراتهم، أما الفقراء فعليهم أن يستعملوا "أمراً آخر".
في المحصلة، انّ الحكومة الميقاتية الانقاذية، قضت تلهو فيما بينها وتماطل، حتى بدأت المناخات السياسية تعصف بملفاتها داخل مجلس الوزراء، التي ستقوض اخر الركائز الاقتصادية للبلاد، هذا بحسب المحللين والخبراء، ستكون رحلتها محفوفة بمخاطر الفشل، انّ لم تقر شبكة امان اجتماعي ذاهبون حتماً نحو الفوضى لا محالة، ما لم يواكبها دعم خارجي متين وسريع.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك