كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يكاد الشمال لا يغمض عينيه من دون أن تأتيه رياح عذبة، من ليالي إهدن الطيّبة، حتى شعرت ان سحرا ما يربط كل عابر بهذه البلدة الجبلية القابعة على كتف وادي قاديشا… والتي متى زرتها شعرت أن، في هذه البقعة بالذات، الله يشاطرك الأرض والسماء في آن واحد.
غريب أمر إهدن، فهي من البلدات القليلة التي تشكّل مقصدا لا مفرّ منه، في الشتاء كما في الصيف: فللثلوج عزّها على الجبال وفي أحضان الوديان فتشكل اللوحات البيضاء في ربوع إهدن جاذبا فيه من السحر الكثير، كما أن للصيف نكهة إهدنية خاصة تجعلها وجهة أساسية للبنانيين والسياح.
تبعد إهدن حوالى 110 كلم عن بيروت وترتفع 1450 م عن سطح البحر، وتتميز بإطلالتها على وادي قاديشا كما بكنائسها وأديرتها التاريخية والتي يقارب عددها الـ26، مما جعلها وجهة اساسية للمهتمين بالسياحة الدينية. من اجمل المناظر الطبيعية الخلابة التي قد تشاهدونها في إهدن هي بالقرب من كنيسة سيدة الحصن التي تعانق البلدة من اعالي قمة جبل السيدة، فتبدو وكأنها تسهر عليها وتحميها. المشهد من هناك يخطف الأنفاس، فنصيحة لا تفوّتوا زيارتها، كما وننصحكم بالمرور بكاتدرائية مار جاورجيوس وهي من أكبر كنائس البلدة وتشتهر بالمذابح السبع الكبيرة، عدا عن أنها تحتضن ضريح الراحل يوسف بك كرم، الذي ستجدونه منتصبا في باحتها أيضا من خلال تمثال تكريمي له.
إلى ذلك، تتميز إهدن بطبيعتها الخلابة وغاباتها، وليس مستغربا إعلانها محمية طبيعية من أجل المحافظة عليها. قوموا بجولة فيها وتعرفوا إلى جمال ما تحتضنه هذه الأرض من غنى قلّ نظيره، نباتيا وحيوانيا أيضا.
الزيارة إلى إهدن لا بدّ أن تشمل استراحة في الميدان، الذي بات اسم إهدن يقترن به حكما. فهذه الساحة العامة التي تعجّ بالمطاعم والمقاهي التي تعكس أصالة أهالي البلدة "ولقمتهم الطيبة"، تشكل محطة اساسية للزوار في النهار كما في الليل، بفعل أجوائها المميزة، العابقة دفءا في عزّ البرد، والممتلئة فرحا وحياة في سهراتها الصيفية، والتي لا تكتمل من دون تذوّق حلوى السحلب الذي تشتهر به.
الأزمة المتفجرة في البلاد والتي أرخت بثقلها على المشهد العام، بقيت بعيدة نسبيا عن إهدن بفعل الجهود التي قامت بها البلدية خصوصا لناحية تأمين المازوت للمولدات مما أبعد شبح التقنين عن المطاعم والفنادق، وجعلها ناشطة سياحيا هذا الصيف، ويشير رئيس البلدية أنطونيو فرنجية في حديث لموقعنا أن نسبة إشغال بيوت الضيافة والفنادق فاقت كل التوقعات، مما جعل صيف إهدن ناشطا سياحيا. ولفت فرنجية إلى انه تم استحداث ممرات جبلية من اجل محبي رياضة الهايكنغ وحتى تكون التجربة مفعمة بالمغامرة والتميّز، كما انه تم إنشاء مكتب للدليل السياحي، من أجل تفعيل السياحة الدينية والبيئية في البلدة.
وصحيح أن المهرجان السنوي الذي تتميز به البلدة والمعروف بـ"إهدنيات" غاب هذا العام بفعل الظروف في البلاد، إلا ان نشاطات ترفيهية متنوعة للكبار والصغار حطت رحالها في إهدن هذا العام، نذكر على سبيل المثال Ehden 5km race، ومعرض الرسامين الذي سيستمر 5 أيام على أدراج إهدن، إضافة إلى المؤتمر الاغترابي الزغرتاوي الذي سينعقد في 20 آب، والذي من شأنه أن يعرّف المغتربين على المشاريع التنموية المهمة التي تحتاج لدعمهم.
إضافة إلى ما تقدّم، تحافظ إهدن على نشاطاتها ورياضاتها المعتادة عبر الطيران المظلي أو paragliding، وتسلق الجبال واكتشاف المغاور… فأيا كانت اهتماماتكم، إحجزوا لإهدن موعدا ضمن مشاريعكم، ففيها ستجدون سرّا هو أشبه بخلطة عجيبة من السكينة والهدوء وصولا إلى مغامرات استثنائية تخطف الانفاس.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك