يُعاني سائقو السيّارات العموميّة في لبنان الامرّين بسبب الازمات المُتلاحقة التي تُصيبهم شأنهم شأن كلّ المواطنين، ولكنّ أزمة البنزين وفقدانه ورفع سعره بشكل تدريجيّ أصابتهم في الصّميم، وأتت لتُعلن ما لم يُصرّح عنه أيّ مسؤول: إنّها بداية النهاية لقطاع حيوي تعتاشُ منه عشرات آلاف العائلات.
يروي السّائق جورج ح. وهو أبٌ لاربعة أولاد، معاناته الكبيرة واليوميّة بسبب ما يحصل: "من السُّخرية فعلاً أنّ تخرج من منزلك لتعمل، ولتؤمّن التاكسي للزبائن، وأن تقف لساعات طويلة في الطوابير أمام المحطات، ثمّ تتشاجر مع الزّبون لانّك تأخّرت، وإن حالفك الحظّ وسامحك، فتعود وتقود في زحمة سير خانقة وأنتَ لا تعرف أيّ طريق سيُقطع لتصل الى وجهتك، وتتقاضى مبلغاً لا يخوّلك أن تشتري كيلوغراماً من اللحم أو الدجاج لعائلتك في طريق العودة"، مضيفاً، في حديثه لموقع mtv"قرّرتُ أن أعتصم جالساً في منزلي، فلا جدوى من الخروج والقيادة في ظلّ كلّ ما يحصل، والاسوأ هو أنّ سياراتنا بحاجة لصيانة دوريّة، وهو ما بات يُكلّف الكثير من الاموال، لذا فإنّني توقّفت عن العمل حتّى إشعارٍ آخرٍ".
ويكشف جورج أيضاً أنه بات يُعاني من حالة عصبيّة بسبب كلّ التوتر الذي يعيشه خصوصاً على الطرقات في لبنان، ويقول: "ما يحصل يؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على صحّتي، فأنا مريض قلب، وأصبحت أعمل تاكسي فقط لابحث عن علبة دواء لي"!
قطاعٌ جديد يتهاوى في بلدٍ أصبح فيه التنقّل ترفاً والسيّارة كنزاً يُكلّف ثروات ضخمة. كلُّ ذلك يحصل بينما السياسيّون يقودون قطار البلد الى الهاوية، السّائقون أصبحوا ركّاباً أيضاً، ويسير بنا القطار الى المجهول المعلوم...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك