رغم كل الصعوبات التي تعصف بهذا الوطن الصغير التي لا تتعدى مساحته بضع الكيلومترات فهو يستطيع أن يصل في كل مرة إلى العالم أجمع حيث يكون عضوا فعالا في انجازات غير عادية.
شارل العشي، عالم فضاء لبناني - أميركي، يشغل منصب مدير "مختبر الدفع النفاث" المسؤول عن تطوير تقنيات الاندفاع في الفضاء الخارجي للمركبات الفضائية في وكالة الفضاء الاميركية "ناسا"، ونائب رئيس معهد كاليفورنيا التكنولوجي، وهو بروفيسور الهندسة الكهربائية وعلوم الفلك فيها.
العشي حمل اسم لبنان عاليا، حيث أعلنت فرق وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" في باسادينا في كاليفورنيا الواقعة غرب الولايات المتحدة ان الروبوت Curiosity حط بنجاح على سطح كوكب المريخ بعيد الساعة 05،31 بتوقيت غرينيش يوم الاثنين على سطح الكوكب الاحمر.
كل الذين اشرفوا على المهمة عبّروا عن فرحتهم الكبيرة عند لحظة الاعلان عن هبوط السمار في ختام عملية النزول الدقيقة كثيرا ومدتها 7 دقائق والتي جرت وفق الخطة الموضوعة.
وكانت مهمة متابعة الرحلة أَعلنت قبيل الساعة 05،30 بتوقيت غرينتش انها تلقت مؤشر اول من الروبوت قبيل دخوله الغلاف الجوي للكوكب الاحمر قبل ان تؤكد انه تمكن من فتح مظلته بنجاح، وقد ارسل الروبوت صورة اولى واضحة جدا لظلو على ارض المريخ قبيل هبوطه.
تجدر الاشارة الى أن ميزانية مهمة كوريوسيتي بتبلغ 2،5 مليار دولار وستستمر سنتين ومن شأنها أن تبحث من بين امور عديدة عن احتمال ان يكون المريخ احتضن شكلا من اشكال الحياة في الماضي.
سيرة العشي الذاتية:
ولد في 18 نيسان 1947 في بلدة "الرياق" بالبقاع.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في لبنان ذهب لدراسة الفيزياء في جامعة غرونوبل في فرنسا، وحصل في وقت لاحق على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الكهربائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
انضم إلى مختبر الدفع النفاث بدوام جزئي عندما كان لا يزال طالبا وبعد تخرجه شغل منصبه بدوام كامل.
شغل عدة مناصب في "سانا" فكان المسؤول العام في عدة برامج أبحاث وتطوير مشاريع فضائية والمسؤول عن رحلات عدة للمكوك الفضائي (1981 ـ 1984 ـ 1994)، ومعاونا مسؤولا في برنامج المركبة "ماجلان" وهو قائد فريق تجارب مشروع "تيتان" ومعاون المسؤول عن مشروع "روزيتا" الفضائي.
له دراسات فاق عددها 230 تتعلق بالفضاء واستكشافات الأرض ومراقبتها من الفضاء الخارجي، والمايكروويف، ونظرية الكهرباء الممغنطة.
لعب دورا مميزا وبارزا خلال سنواته الثلاثين في مختبر الدفع النفاث في تطوير الرادار الفضائي، ما سمح بإطلاق مركبات ماسحة متطورة وتلقى عدة أوسمة دولية عن إنجازاته.
وكان خلال التسعينات المسؤول عن تعريف وتطوير مركبات الفضاء الخارجي ومهمات محددة لاستكشاف النظام الشمسي، والمراقبة الفضائية والفيزياء النجمية. وفي أواخر التسعينات شارك في العديد من اللجان التي طورت خطط عمل "الناسا" لاستكشاف الأنظمة الشمسية المجاورة 1995 والمريخ 1998.
عين في كانون الثاني 2001 مديرا لمختبر الدفع النفاث ونائب رئيس "كالتك".
تلقى عدد لا يحصى من الجوائز، ففي عام 2006 حصل على وسام الارز الوطني من رتبة "ضابط" من قبل وطنه لبنان.
في العام الماضي، حصل على وسام James E Hill وهو اعلى وسام يمنح من قبل مؤسسة الفضاء، والتي تهدف إلى شرح اهمية استكشاف الفضاء الخارجي لتحسين الحياة على الأرض.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك