كتبت وكالة "المركزية":
صحيح ان الرئيس حسان دياب يتصرف وكأن حكومته ستعيش ابدا، فلا تهدأ في السراي حركة اللقاءات والاجتماعات واللجان واللجان الفرعية التي يرأسها، الا ان الرياح قد لا تسير بما تشتهي سفنه. فالمعلومات تتكاثر وتتقاطع عند الحديث عن احتمال "موتها غدا"، وعن عملية سحبٍ تدريجي للبساط من تحت أرجله، باتت وشيكة، لأنه أُعطي فرصته ولم يكن على قدر الآمال.
ليس خصومه فقط، او المواطنون اللبنانيون الجائعون الثائرون، من رأوا انه فشل في مهمة انتشال لبنان من الحفرة، وفق ما تكشف مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". بل هذه الحقيقة بدأت تترسّخ اكثر فأكثر وتتحوّل يقينا، لدى التحالف الذي أوصله الى سدة الرئاسة الثالثة.
فحزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر، باتوا اليوم، بحسب المصادر، يتدارسون الخيارات المتاحة امامهم كي لا يتحمّلوا وحدهم، مسؤولية ذهاب البلاد نحو الانهيار الشامل القاتل. فالمصير الأسود هذا، يرونه قادما بسرعة، انطلاقا من اداء دياب والفريق الوزاري كلّه الذي تبين انه غير كفوء او مؤهل لقيادة ورشة الانقاذ الملحة، بدليل ما يحصل اليوم من تخبّط وتعثر في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ومن عجز عن حل مسألة سعر صرف الليرة (...)
أهل 8 آذار اذا، يشعرون بالسخن، تتابع المصادر. ويبحثون اليوم عن كيفية غسل أيديهم من الفشل الذريع المتوالي فصولا على الصعد كافة. في كواليس الثلاثي الحاكم، يناقَش احتمال تعديل وزاري، فيتم ادخال شخصيات جديدة الى مجلس الوزراء، تحل مكان مَن لم يكونوا على قدر الطموحات. الا ان احتمال الذهاب نحو الاستغناء عن الحكومة كلّها، ايضا وارد.
لكن بقدر ما باتوا مقتنعين بضرورة اتخاذ قرار ما، لتغيير المشهد الوزاري الداكن، بقدر ما يتردّدون، بعد ان يستعرضوا الـ"ما بعد". فمن سيحلّ مكان حسان دياب؟ لا جواب. خاصة وان اي شخصية سنية لن ترضى بالمهمة، فيما الرئيس سعد الحريري لا يبدو حتى الساعة في وارد ابرام تفاهم جديد مع العهد "الا اذا".
الترقيع، وفق المصادر، لن ينفع. فالعطب ليس في الوزراء فقط، بل في غياب "القرار السياسي" بالاصلاح الجدي. فحتى الساعة، لا يبدو ان ثمة نية فعلية لدى التيار الوطني او حزب الله، بتغيير النهج السائد في ادارة قطاع الكهرباء مثلا، ولا بوضع حد نهائي لعمليات التهريب الى سوريا، عبر ضبط الحدود مرة لكل المرات. وعليه، تجميل الحكومة لن يأتي بالنتيجة المتوخاة، بل على العكس، سيضعفها اكثر امام الرأي العام المحلي والدولي.
الخطوة المجدية الوحيدة التي قد تفيد اليوم، هي في اعتراف 8 آذار بأنها فشلت وبأن تقتنع ان لا مخرج الا بالذهاب مع القوى السياسية الاخرى، نحو اعتناق الطرح الذي نادى به شارع 17 تشرين منذ اللحظة الاولى: حكومة اختصاصيين مستقلين حقيقية.. فهل تتواضع وتفعلها؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك