كتبت لارا يزبك في "المركزية":
بينما لا معطيات علنية عن مآل المسعى الذي يضطلع به المبعوث الاميركي آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، ولا عن نتائج المحادثات التي أجراها في تل أبيب الأسبوع الماضي، المعطيات التي ترشح عنها في الاعلام من جهة، والمواقف التي يطلقها الطرفان المعنيان بها أي "حزب الله" وإسرائيل، وترسم مسارات متناقضة ومتفاوتة حول ما يمكن أن تكون المحادثات حققته أو لم تحققه من تقدم، وحول مضمون الاتفاق العتيد والبنود التي سيلحظها أو لا.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإنّ كلّ هذه التفاصيل، تفاصيل! فالهدف الإسرائيلي والذي يضعه نصب عينه اليوم وسيبقى يضعه مهما طالت الحرب والمفاوضات، واحد: الحرب الدائرة اليوم بين الجيش العبري وحزب الله، ستكون آخر الحروب بين الطرفين.
هذا ما تتطلّع إليه تل أبيب، وهي لن ترضى بأنصاف حلول، أو بهدنة أو فترة استراحة بين حربين، كما حصل في السنوات الماضية. وخير دليل على ذلك قول وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير اليوم انّ "الاتفاق مع لبنان خطأ كبير ويُفوّت فرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله ويجب أن نستمر حتى تحقيق النصر الكامل على حزب الله".
إسرائيل لن تقبل بتكرار ما جرى في آب 2006. في ذاك الوقت، أقر القرار 1701 في مجلس الأمن وأوقف حرب تموز التي بدأها حزب الله وإن "لم يكن يعلم" بنتائجها كما قال أمينه العام حينها السيد حسن نصرالله. غير ان المدافع سكتت وبدل ان يكون تطبيق فعلي وجدي لهذا القرار الذي منع اي وجود مسلّح جنوبي الليطاني الا للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، انصرف حزب الله نحو اعادة بناء قدراته في هذه المنطقة، وحفر الانفاق وخزّن السلاح وعزز ترسانته واضاف اليها صواريخ نوعية وثقيلة... فكانت نتيجة كل هذا المسار، ان الحزب "هاجم" اسرائيل في 7 تشرين الاول 2023، مبادرا هو الى اطلاق الصواريخ على الكيان العبري بعد طوفان الاقصى، متسببا بهجرة عشرات الاف المستوطنين من شمال اسرائيل.
تل أبيب، خلافًا للدولة اللبنانية التي لا تتعظ يومًا أو تتعلم من تجاربها والتاريخ، تضيف المصادر، استقت العِبر مما حصل. وفهمت أنّ وقف الحرب اليوم، قبل أن تكون في يدها أدوات قادرة على منع الحزب من مواجهتها مجددا، ضربٌ من الغباء.
عليه، في المفاوضات الجارية اليوم تريد ضمان حصولها على هذه الأدوات. فإمّا تنجح في ذلك، أو أنّها ستعمل على انتزاعها بالقوّة، من خلال إنهاك حزب الله "عسكريًا" وصولًا ربما إلى "القضاء عليه" عسكريًا، أو من خلال فرض أمر واقع على الأرض اللبنانية من الجنوب إلى بيروت، يوصلها إلى هدفها: أن تكون هذه الحرب آخر الحروب بينها والحزب...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك