كتب داني حداد في موقع mtv:
تخلّص جبران باسيل من سليمان فرنجيّة كمرشّح رئاسي، أو يكاد. هو يعمل، على أكثر من خطّ، للتخلّص من العماد جوزيف عون أيضاً. هدفه الأوّل منع التمديد. الهدف الثاني القضاء على حظوظ عون الرئاسيّة. هذه كلّها أمورٌ معروفة وواضحة ويجاهر بها رئيس "التيّار". لكنّ المفاجأة أن يرسل باسيل وفداً للقاء عون!
علم موقع mtv أنّ باسيل قرّر إرسال وفدٍ من التيّار الوطني الحر للقاء قائد الجيش. تولّى النائب أسعد درغام، وهو أكثر نوّاب "التيّار" قرباً من عون، مهمّة طلب الموعد الذي سيحدّد مطلع الأسبوع المقبل. وسيضمّ الوفد النائبين درغام وادكار طرابلسي ونائبي باسيل، مارتين كتيلي وناجي حايك.
لا صلة لهذا اللقاء أبداً بالاستحقاقين الداخليّين الدستوريّين اللذين يرتبط بهما اسم قائد الجيش، أي التمديد لولاية تنتهي في العاشر من كانون الثاني المقبل والانتخابات الرئاسيّة التي يُفترض أن تنضج ظروفها فور التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.
ويعني ذلك أنّ موقف باسيل ليس في وارد أن يتغيّر من اسم عون، لا بل أنّ مصادر قريبة منه تؤكّد أنّ موقفه مبدئي وغير قابل للتعديل، خصوصاً أنّ وساطات ومبادرات سابقة فشلت في تقريب وجهات النظر لسببين يحدّدهما أكثر من مصدر: الأول، أنّ "باسيل يريد أن يأخذ عون كلّه أو لا يأخذ منه شيئاً". أي كان يريد تعاوناً كاملاً من قائد الجيش، حتى في شؤون المؤسّسة العسكريّة، أو يذهب نحو قطيعةٍ كاملة معه.
والسبب الثاني، أنّ العماد عون لا يساير أبداً ولا يقدّم التنازلات للحفاظ على العلاقات، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بالجيش وبصلاحيّاته.
من هنا، سيتمحور الحديث في اللقاء الذي سيُعقد على موضوع السلم الأهلي وضرورة تجنّب حصول إشكالات في المناطق، وانعكاس ما يجري من عدوانٍ إسرائيليّ على الداخل اللبناني، خصوصاً أنّه يأتي في إطار جولة لـ "التيّار" على رؤساء الأجهزة الأمنيّة.
ولكنّ اللافت أنّ قائد الجيش كان مرناً في مسألة تحديد الموعد، علماً أنّ تواصله مع نوّابٍ من "التيّار" محدود وظلّ محصوراً بالعلاقة الشخصيّة، في حين يعود آخر تواصلٍ علنيّ الى كانون الثاني الماضي حين قدّم له باسيل وقبله وفدٌ من "التيّار" التعازي بوفاة والدته، حيث اقتصر الحديث حينها على مجاملاتٍ اجتماعيّة لدقائق قليلة.
تجدر الإشارة الى أنّ باسيل يعوّل على اعتراض "الثنائي الشيعي" على رفض وصول العماد عون الى رئاسة الجمهوريّة، علماً أنّ مصادر واكبت مؤتمر مساعدة لبنان في باريس تحدّثت عن تكرار اسم قائد الجيش في عددٍ من الاجتماعات التي عقدت في العاصمة الفرنسيّة كمرشّح مفضّل لدى عددٍ من الدول ليكون جزءاً من التسوية الشاملة التي يُعمَل عليها، والتي تبدأ بوقف إطلاق النار وتشمل تشكيل الحكومة وبدء عمليّة النهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك