كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
أعادت الـmtv كرةَ السلّة في لبنان إلى القلوب والنفوس... إلى حيث هو مكانُها الاساس. لم يكن الموسمُ الماضي عاديّا، فنبضاتُ قلوبِ اللبنانيّين كانت تُسمعُ في كلّ مكانٍ مع بدايةِ كل مباراة، الجميعُ مُسمّرٌ أمام الشاشات يشاهدُ بشغفٍ مجرياتِ المباريات. لكن ما لا يعلمهُ كثيرون هو أن شغفَ اللبنانيين بكرة السلة لم يتوقّف هنا، بل هم ذهبوا أبعدَ من ذلك بكثير، والدليلُ ما هو حاصلٌ في أكاديميّات كرةِ السلة في لبنان.
ملاعبُ كرةِ السلّة تعجُّ منذ العام الماضي بالمنتسبينَ الصغار الذين أُغرموا بهذه اللّعبة، فباتت شغفًا يودّون عيشَهُ، وحلمًا رُبما لمسيرةٍ قد تحمِلُهم لاحقًا ليُصبحوا من اللاعبينَ البارزين في أحد نوادي كرة السلّة الشهيرة في لبنان.
يشرحُ شادي، في حديثٍ لموقع mtv الالكتروني، أنه سجّل إبنه (6 سنوات) في أحد أكاديميات كرة السلة منذ الربيع الماضي، بعدما لمسَ اهتمامًا لديهِ باللعبة خصوصًا خلال متابعتهِ المباريات التي كانت تجري في الفترة الاخيرة، ويقول: "في البداية، أردتُ تسجيلهُ في أكاديميّة لكرة القدم مع أصدقائه من المدرسة، غير أنني عدلتُ عن رأيي، باعتبار أن هناك اهتمامًا أكبرَ في لبنان بكرة السلة من النواحي كافة خصوصًا الماديّة منها، ومَن يعلمُ فقد يصبحُ إبني في المستقبل لاعبًا ماهرًا ويحقّق النجاحات".
ليس شادي وحدَهُ من ينظرُ إلى لعبةِ كرةِ السلة بهذه الطريقة، فكُثُرٌ من الأهل دفعهُم هذا التفكير إلى تسجيلِ أولادهم في أكاديميّات كرة السلة، ويقولُ جوزيف لموقعنا: "لديّ ولدان بعمر الـ8 و10 سنوات، وقد جعلتُهما ينضمّان منذ أشهرٍ إلى إحدى الاكاديميات، فهُما مولعانِ بكرة السلة، لا بل يحلُمان بأن يُصبحا من اللاعبينِ البارزين في المستقبل، كما أنهما فارعا الطول وبالتالي فإن هذا الامر يشكّل عاملا مُساعدا في حالِ أرادا سلوكَ هذا الطريق".
نسألُ أحدَ المُشرفين على أكاديميةٍ بارزة لكرة السلة عن الإقبال، فيؤكدُ أن الأشهرَ الاخيرة شهدت ما يشبهُ "الهجومَ على الملاعب"، فالحماسُ أصابَ الصغار كما أهلَهم، وترى ذلك في عيونِ الجميع، فحتى الأهل وأثناء مراقبتهم لأولادهم يتمرّنون تجدُهم يتحمّسون ويعطونهم التعليمات بصوتٍ عال، ما يؤكدُ أن اللعبة مأخوذة على محمل الجدّ وليس في إطار التسلية أو النشاطات العابرة للاولاد.
ويشرح أنهم يقسّمون الاولادَ المنتسبينَ حسب الفئات العمرية فيتمرّنون مع بعضهم، ومع الوقت والمراقبة لهؤلاء، يتّضحُ أكثر من لديهِ مؤهّلات حتى يكون في الفئةِ الأكبر أو حتى من يبيّنُ عن التزامٍ وجديّة في اللعب، فيصار إلى التركيزِ عليه أكثر.
أما عن الاسعار، فيقولُ إنها مقبولة، وليس هناك تفاوتٌ كبيرٌ بين الاكاديميات فهي تتراوح بين الـ70 والـ120 دولارا شهريا.
وإلى جانب التمرينِ العاديّ الأسبوعيّ، تُجري هذه الأكاديميات ما يشبهُ المخيّمات لإجراءِ تأهيلٍ إضافيّ للاولاد من شأنها أن تحفّزهم أكثرَ على الرّوح الرياضية ضمنَ الفريق الواحد، وتقريبهم أكثر من بعضِهم البعض.
هي لعبةٌ تخطّت حدودَ الملعب، فتحوّلت إلى حلمٍ للصغارِ كما الكبار... ويا ليتَ الجميعَ ينشغلُ بالرياضةِ والريادة، بدل النظر بعيدا، أبعدَ من حدودِ هذا الوطن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك