كتب عامر زين الدين في "الأنباء" الكويتية:
شكل لقاء المصالحة العائلية الذي جرى في بلدة بيصور (قضاء عاليه) إعلانا درزياً مشتركاً لموقف الطائفة تجاه تطورات المنطقة وما يتصل بوجود الشريحة الدرزية في فلسطين المحتلة.
واكتسبت المناسبة اهمية بحضور رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط التي أقيمت المصالحة برعايته، باعتبار المتخاصمين من العائلتين من آل ملاعب تابعين للحزب الاشتراكي، والذي تمنى مشاركة رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، وبحضور رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب تيمور جنبلاط، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي ابي المنى والشيخ نصر الدين الغريب، كونه بمثابة الظهور العلني المشترك بين الرجلين بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
وستلي ذلك لقاءات للمصالحات لا سيما في قبرشمون بين "الاشتراكي" و"الديموقراطي" وفي الشويفات حيث العمل يتركز من خلال لجنة متابعة لإنهاء ذيول كل الاشكالات في الجبل، بعد مصالحة بيصور امس التي حصلت عام 2017 وسقوط الضحية الشاب مكرم مروان ملاعب.
وقصد جنبلاط من لقاء بيصور، ولما للبلدة من رمزية على مستوى الجبل والطائفة وبمشاركة حشد من المشايخ والفاعليات، توجيه رسالة الى الداخل الفلسطيني، عبر النائب ارسلان مفادها: ان يكون دروز فلسطين كما هم في لبنان ضمن الخط التاريخي والعروبي الى جانب اخوانهم الفلسطينيين، خصوصا في ظل العدوان الإسرائيلي القائم.
وبعدما اعلن الوزير السابق غازي العريضي في كلمته "طي الصفحة واعلان راية الصلح بين العائلتين لا سيما والد الضحية مكرم مروان ملاعب"، حيا "فلسطين والعروبة، وامل انهاء سائر الملفات للمصالحات العالقة في الجبل".
بدوره، اكد ارسلان "استمرار الطائفة بذات النهج العروبي والى جانب فلسطين كما فعل مجيد ارسلان في معركة المالكية ورفض كل المشاريع التقسيمية وحماية الثوابت ورفض كمال جنبلاط الدولة الدرزية التي عرضت عليه في الستينات آنذاك، ومعه سلطان باشا الاطرش".
وحيا ارسلان "أبناء الجولان السوري المحتل بتمسكهم بالهوية العربية السورية، ومناشدة ابناء السويداء لرفض المشاريع الانفصالية والبقاء في كنف الدولة والجيش والمؤسسات والثبات على التاريخ للحفاظ على الوجود".
وتوجه ارسلان الى "ابناء الجليل وعرب 1948 المجندين قهراً بعدم الانخراط في جيش الاحتلال وعدم السماح بالفتنة والحذر من مشاريع الانخداع والمكر الصهيوني، ومهما طال الزمن فحركة الشعوب وحريتها آتية، ولذا فلنميز بين الظالم والمظلوم". مشدداً على "اننا مشروع الدولة والمؤسسات في لبنان وخلاصنا بخلاص وطننا وبوحدتنا وانفتاحنا على الآخر في البيت الداخلي والوطن، مؤمنين بالتعددية ولكن ليس كما يريده البعض ان الخيانة وجهة نظر، ولذا فالتحية الى المقاومين في غزة وفي جنوب لبنان".
وأخيراً، تحدث رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط ، فحيا "المصالحة وكل الشهداء في بيصور والجبل"، متوجهاً بتحية الى بيصور التي "كانت في طليعة المقاومة العربية والوطنية وفي الصمود بوجه مؤامرات التقسيم والانعزال، وفتحتم الطريق للعروبة والى بيروت وصيدا ولاحقاً الى المقاومة في الجنوب، فتاريخكم ناصع وابيض بالتضحيات".
وختم: "انني اضم صوتي الى صوت الأمير طلال والرفيق غازي فيما قالاه، واحيي من بيصور كل الشهداء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك