كتبت لارا يزبك في "المركزية":
في كلمة القاها في الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله للقيادي محمد نعمة ناصر في الضاحية الجنوبية عصر الاربعاء، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن "الفشل هو عنوان هذه المعركة بالنسبة إلى العدو الذي لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة. والأطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة، والعالم كله سلّم بأن إسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف إطلاق النار"، لافتا الى ان "بالنسبة إلينا حركة حماس تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً، وما ترضى به نرضى به جميعاً". واشار الى ان إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، فإنّ جبهة الإسناد في لبنان "ستوقف إطلاق النار بلا مفاوضات"، محذّراً من الاستمرار في الاعتداء على جنوب لبنان بعد ذلك.
نصرالله اعلن ايضا، مرة جديدة، أنه قرر فتح جبهة الجنوب من اجل مساندة غزة قد نجح في ذلك لانه استنزف قدرات الجيش الاسرائيلي، متوقفا عند "حاجة العدو للحضور البشري جراء استنزافنا له، ما خلق لديه مأزقا اجتماعيا بعد الطلب من الحريديم الخدمة في جيش الاحتلال".
حزب الله اذا، ووفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لم يعد يكتف باحتكار قرار الحرب، وقد أقر على لسان امينه العام وكل مسؤوليه، أكثر من مرة منذ 8 تشرين الماضي، أن تم تحريك الوضع العسكري على الحدود، كي تسعف حماس و"المقاومين" في غزة، لكن، الاخطر في ما قاله نصرالله هو انه وضع مصير هذه الحدود "اللبنانية"، في يد حماس.
فهو قالها وبكل برودة اعصاب وصراحة، تتابع المصادر "حماس تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً، وما ترضى به نرضى به جميعاً". رقاب اللبنانيين اذا، ورقبة الاقتصاد اللبناني، ومصير ارزاق الناس وبيوتهم وحياتهم، بات اذا تحت تصرّف حماس. وهي التي ستبت في مستقبلهم، وما ترسمه الحركة، لنا، هو الذي سيحصل عمليات على الارض: سلما ام استمرارا للحرب.
ووفق المصادر، ليس حزب الله مسؤولا وحده عن هذا العطب "السيادي" وعن تحويل لبنان واللبنانيين الى "دمى" يحدد مستقبلهم اطرافٌ غير لبنانيين، بل ثمة ايضا مسؤولية كبرى تلقى على عاتق الدولة اللبنانية والحكومة التي سكتت بعد 8 تشرين وتفرّجت على حزب الله يغرق البلاد في الحرب، واقرّت بعجزها عن الامساك بقرار الحرب والسلم. ووفق المصادر، لا اصلاح لهذا الواقع المخيف الذي لا نراه في اي دولة في العالم، قبل ان تنتفض الدولة لنفسها ولكرامتها، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك