التطوّرات الميدانية والسياسية الأخيرة مقلقة ومصيرية. فقد كانت الأحداث الأخيرة منذ هجوم 7 تشرين الأوّل مفصليّة على المنطقة بأكملها. وبات التهديد بتغيّر شكل الشرق الأوسط واقعيًّا خصوصاً بعد ما تشهده الساحة السورية. فهل التقسيم بات على الأبواب؟ وأين لبنان منه؟
مشروع التقسيم في المنطقة ليس جديداً، فقد طُرح منذ السبعينات والثمانينات، كما طُرحت إقامة دويلات طائفية في لبنان والمنطقة، أي أن تكون هناك دولة درزية وأخرى علوية وسنية وشيعية. كما أنّ إسرائيل طرحت هذا المشروع في فترة ما ولاقى قبولاً من الأميركيين الذين تبنّوه، ولكن تراجع هذا الأمر في ما بعد.
أمّا اليوم فالعودة إلى التقسيم مشروع جدّي، وفق الكاتب السياسي قاسم قصير، الذي يؤكّد لموقع mtv أنّ "الإسرائيليين يراهنون على التحالف مع الأقليات سواء الدرزية أو العلوية أو الكرديّة ويريدون قيام دويلات طائفية كي تكون إسرائيل هي الأقوى".
ويقول قصير: "إذا ذهبت المنطقة إلى التقسيم، فإنّ المخاطر على لبنان ستكون كبيرة جدًّا، ولكن نأمل أن يواجه اللبنانيون هذه الطروحات وأن يتحصّنوا بالوحدة الوطنية". ويشرح: "لبنان اليوم محصّن داخليًّا بالوحدة الوطنية، ولكن إذا قُسّمت المنطقة إلى دويلات يمكن أن يتعرّض لبنان إلى اهتزازات. فعلى مستوى الدروز هناك سعي لإقامة دولة درزية في جنوب سوريا، ولكن الدروز في لبنان يرفضون ذلك طبعاً. أمّا في الشمال فهناك أيضاً موضوع العلويين والسنّة وممكن تقسيم الشمال، والبعض كان يراهن أيضاً على قيام دويلة شيعية".
إذاً، التقسيم جدّي ومطروح وإسرائيل تلعب على وتر الأقليّات لتحقيق أهدافها. فكيف ستكون المرحلة المقبلة؟
بما أنّ التقسيم لا يمكن أن يحصل بهدوء، الخوف الكبير أن تتطوّر الأحداث إلى مذابح كبرى وحرب وتؤدّي إلى تقسيم في المنطقة. يعلّق قصير: "المرحلة المقبلة ستكون مرحلة صراع بالدمّ، فما نشهده في سوريا من مجازر وما يحصل مخيف. وما حصل من اتفاق بين الأكراد والإدارة السورية مؤشّر إيحابي، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان تطبيقه ممكناً بالكامل".
إذا لم يحصل تفاهم إقليمي ودولي لمنع الإنجرار إلى الصراعات والتقسيم، فإنّ المرحلة المقبلة ستكون دمويّة. فهل نشهد ولادة شرق أوسط جديد؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك