كتبت نبيلة عواد في "نداء الوطن":
لا يزال العماد جوزيف عون يتصدّر المشهد الرئاسي مع بروز أسماء أخرى تلعب على حبل تردّد البعض من ترشيح قائد الجيش لأسباب سياسية أو شخصية. الأسماء المتداولة إلى جانب العماد عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، الوزير السابق زياد بارود، سمير عساف، جهاد أزعور، نعمة افرام وفريد الخازن.
الاصطفاف السياسي في ما خص الملف الرئاسي حسب مصادر لـ "نداء الوطن" يأتي على الشكل الآتي:
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قدم للرئيس بري، لائحة تضم 8 أسماء، مستثنياً قائد الجيش ومحاولاً التوصل إلى اسم مرشح آخر. لائحة باسيل تتصدرها 3 أسماء: زياد بارود المعروف بعلاقته الجيدة والقديمة مع التيار الوطني الحر، الياس البيسري وجورج الخوري.
حزب القوات اللبنانية، لم يطرح أي اسم جديد حتى الساعة، حتى داخل اجتماعات المعارضة. يرى مراقبون أن "القوات اللبنانية" لن تحرق أي اسم، بانتظار أن يتبلور موقف الرئيس بري خصوصاً، أن القنوات مفتوحة بين الطرفين. ويرجح مصدر مقرّب من بري أن يكون حزب "القوات اللبنانية" بصدد البحث عن مخرج لتطيير نصاب جلسة التاسع من كانون الثاني لكسب المزيد من الوقت وربح بعض الأوراق لترشيح الدكتور سمير جعجع مع بدء ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
"حزب الله" وعلى عكس كل التوقعات، يقف حتى الآن متفرجاً، لم يطرح أي اسم جديد غير المرشح القديم سليمان فرنجية. بعض الأوساط ترى أن "الحزب" مُحرج بعد كل التطورات الأخيرة، ولكن مصادر أخرى ترجّح أن يكون "الحزب" في موقع المراقب حتى الساعة وتتخوف من موقف قد يقلب المعادلات.
في المقلب الآخر، حراك سنّي لجمع النواب السنة تحت مظلة المملكة العربية السعودية لتوحيد الموقف والاتفاق على اسم لرئاسة الجمهورية وتميل الكفة نحو العماد عون.
أما المستقلون فنوعان: بعضهم ينتظر قرار الثنائي، والبعض الآخر يتمسّك بترشيح قائد الجيش.
رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يحسم أمره هو الآخر. وفي السياق، ترى مصادر مقربة من عين التينة أن بري يبحث عن اسم توافقي غير قائد الجيش يقنع به الفرقاء الآخرين ويعرضه على "اللجنة الخماسية" كرئيس إنقاذي، يخرج لبنان من الأزمة، ولا يستدعي انتخابه أي تعديل دستوري، ويكون بذلك قد قطع الطريق على العماد عون وأراح "حزب الله".
لكن المراقبين يرون أنه من المستحيل التوصل إلى اسم توافقي يقبل به كل الفرقاء السياسيين. أما إذا مضى بري بترشيح العماد جوزيف عون فمن الممكن أن يتكرر سيناريو عام 2016 بطريقة معاكسة، حين انتخب "حزب الله" ميشال عون وعارضه بري.
كل هذا الإرباك وأعين اللبنانيين شاخصة نحو جلسة التاسع من كانون الثاني. هذه الجلسة التي يصفها بري بالجلسة الفاتيكانية، جلسات مفتوحة حتى تصاعد الدخان الأبيض. الكتل النيابية على اختلافها محرجة في ما يخص تعطيل النصاب، فالتخوف عند الجميع من انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً في الدورة الثانية مع تأمين النصاب. أسبوعان حاسمان لننتظر ونرَ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك