إستناداً إلى الخبراء من «Ottawa Hospital Research Institute»، فإنّ 90 في المئة من حالات الإغماء تكون تماماً على ما يُرام. أمّا بالنسبة إلى الـ10 في المئة المتبقية، فقد يرجع سببها إلى مشكلة صحّية كامنة يُحتمل أن تكون خطيرة.
بغضّ النظر عن سبب حدوث الإغماء، فهو ينتج عن انخفاض تدفق الدم في الدماغ لفترة قصيرة من الوقت، كما أوضح الأستاذ المساعد في الطب في قسم أمراض القلب في «New York University Langone Medical Center»، لورنس فيليبس: وعرض 9 أسباب مُحتملة للشعور بالدوخة والتعرّض للإغماء، داعياً إلى استشارة الطبيب فور معاناة أيّ أعراض جديدة أو أخرى لا تزول من تلقاء نفسها:
الجفاف
يميل بعض الأشخاص إلى الشعور بالدوار أو حتى الإغماء عندما يتعرّضون للحار والتعرّق ويخسرون سوائل كثيرة. تسبب الحرارة الشديدة ممرّاً في الجهاز العصبي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. عند شعوركم بالدوخة بسبب الجفاف، والذي تشمل أعراضه جفاف الفم والبشرة، وبول داكن اللون، وأوجاع الرأس، فإنّ الاستلقاء يُعيد تزويد القلب والدماغ بالدم، ما يساعد على الشعور بحال أفضل سريعاً.
المفاجآت
في مثل هذه الحالات، فإنّ الجهاز العصبي يبذل مجهوداً كبيراً إلى حدّ الاستنزاف، وينخفض معدل ضغط الدم بشكل مُفاجئ، الأمر الذي يؤدي إلى الدوخة. وإذا كنتم ستفقدون وعيكم، فهناك إشارات تظهر عادةً لتنبيهكم، مثل مَيل بشرتكم قليلاً إلى اللون الأخضر وشعوركم بالغثيان.
الوقوف سريعاً
التعرّض للدوار أو حتى رؤية بقع سوداء عند النهوض سريعاً من وضعية الجلوس يؤديان إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي. إنه عموماً لا يرمز إلى مشكلة كبيرة، لكن في حال تكرار حدوثه أو تفاقم الوضع سوءاً بدل تحسّنه بعد مرور دقائق قليلة، يُستحسن التحدث إلى الطبيب.
دقات قلب غير طبيعية
مقارنةً بالأعراض المرتبطة بالإغماء نتيجة حدث مُفاجئ، فإنّ فقدان الوعي المتعلّق بالقلب يحدث سريعاً لدرجة أنه قد لا تتم ملاحظة أيّ دوخة. عدم انتظام ضربات القلب يعني أنّ القلب ينبض إمّا بشكل بطيء أو سريع جداً، الأمر الذي يؤثر في المقابل على إمدادات الدم التي تصل إلى الدماغ.
هذا النوع من الإغماء المُفاجئ، الذي يحدث غالباً بِلا سابق إنذار، هو الأكثر إثارة للقلق. على سبيل المثال، قد يُغمى على الشخص فجأة أثناء تكلّمه مع أحد، ويستيقظ ليجد نفسه على الأرض من دون تذكّر شعوره بأيّ شيء مُسبقاً. ووفق «Mayo Clinic»، فإنّ هذا النوع من التجارب يدفع أطباء الطوارئ إلى التفكير فوراً في دقات قلب غير طبيعية، والتي تُعتبر من بين الأسباب الأكثر شيوعاً لموت القلب المُفاجئ.
مشاكل في صمّام القلب
يعتمد القلب على 4 صمّامات لتوزيع الدم بالتساوي في كل أنحاء الجسم. غير أنّ بعض الأشخاص يعانون من مشاكل في صمّامات القلب عند الولادة، ما يعني أنّ قلوبهم يجب أن تعمل بجهد أكثر لإتمام وظائفها جيداً. هذه المشاكل الخلقية تُصيب الشباب أكثر، في حين أنّ البالغين 60 عاماً وما فوق هم أكثر عرضة لعدم انتظام ضربات القلب. يمكن لمشاكل صمّام القلب أن تقيّد تدفق الدم وتسبب الدوخة خصوصاً أثناء القيام بالتمارين.
الآثار الجانبية للأدوية
بعض العقاقير، مثل المسكّنات ومضادات القلق، قد يسبب الدوخة والإغماء. يحدث ذلك لأنّ هذه الأدوية تؤثر مباشرةً في الدماغ، أو تُبطئ دقات القلب، أو تُخفّض معدل ضغط الدم بطريقة تحفّز هذه الأعراض. كذلك توجد نسبة ضئيلة بأن يرجع السبب إلى التحسّس على الدواء الذي يتمّ تناوله.
انخفاض السكر في الدم
حذف وجبة غذائية معيّنة قد يعبث جدّياً بمستويات السكر في الدم، التي وعندما تنخفض جداً، قد تشعرون بالدوخة بما أنّ الدماغ لا يحصل على الوقود، أي الغلوكوز، الذي يحتاجه للطاقة.
في معظم الأحيان، فإنّ تناول الطعام سيُعالج الأعراض، ويُنصح بالحصول على سناكات تضمن الشبع وتزوّدكم بالطاقة اللازمة خلال الأيام المشحونة بالضغوط، كألواح البروتينات. أمّا في حال معاناة السكري والحصول على أدوية تخفض السكر في الدم، فيجب عدم الاستهتار بالدوخة لأنها قد تعني أنّ معدل السكر في الدم ينخفض بشكل خطير قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
الإنفلونزا
هذا النوع من عدوى الجهاز التنفسي الناجم من الفيروس قد يسبب أعراضاً مُزعجة كارتفاع الحرارة، وأوجاع العضلات، والبرد، وألم الحلق، والصداع، واحتقان الأنف. لكن في حال الشعور بالدوخة، فذلك قد يرجع إلى الجفاف وانخفاض السكر في الدم نتيجة فقدان الرغبة في الأكل أو الشرب.
السكتة
في حال الشعور بالدوخة بالتزامن مع ضعف العضلات، أو صعوبة الكلام، أو التنميل والتخدّر، فإنّ السكتة الدماغية قد تكون وراء هذه الأعراض وبالتالي يجب استشارة الطبيب سريعاً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك