كتب فرزاد قاسمي في "الجريدة" الكويتية:
تشهد المنطقة حراكاً دولياً محموماً يسابق الزمن لاحتواء وتبريد الثأر الإيراني الحتمي والوشيك من إسرائيل لاغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، وقام وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي بزيارة نادرة ومفاجئة للجمهورية الإسلامية، لبحث التصعيد الخطير قبل أن يستهل قائد القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» مايكل كوريلا من عمّان جولة إقليمية تشمل دول الخليج لمنع نشوب صراع إقليمي شامل.
وكشف موقع «أكسيوس»، أن مباحثات كوريلا، بالأردن ستكون الأكثر أهمية. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن جولة أكبر قائد عسكري أميركي بالمنطقة تأتي لخفض التصعيد، ولحشد تحالف دفاعي استعداداً للرد الانتقامي من إيران و«حزب الله»، الذي يسعى هو الآخر للثأر لمقتل الرجل الثاني به فؤاد شكر بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد البيت الأبيض أن نشر حاملة طائرات بالشرق الأوسط جاء لأسباب دفاعية بحتة، مشدداً على أن «الهدف بشكل عام هو خفض التوتر في المنطقة والاستعداد لأي سيناريو». وفي حين توقع مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن تهاجم إيران الدولة العبرية، ابتداءً من اليوم، أفاد موقع «والاه» العبري بأن «جهاز الشاباك يجهز مخبأ القيادة تحت الأرض بالقدس، ليتحصن به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة الأمن، وسط ترقب هجوم إيراني».
وغداة كشف مصدر مطلع لـ«الجريدة» أن وفداً أميركياً سافر سراً إلى إيران لإقناعها بتفويت الفرصة عليه لإشعال «حرب مدمرة»، أكد نتنياهو قبل حضور اجتماع أمني مصغر أنه «مستعد لأي سيناريو دفاعاً أو هجوماً»، وقال إن «أي عدوان علينا سيكلف المعتدي ثمناً باهظاً». وزعم نتنياهو أن «حماس» هي التي تعرقل صفقة تبادل الأسرى بـ«إصرارها على مطالبها التي تتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع الفلسطيني وسيناء المصرية ومعبر رفح البري»، مؤكداً أنه «لن يفعل ذلك».
في غضون ذلك، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح الفلسطينيين بغزة، حيث قُتل 25 شخصاً وأصيب 18 بقصف على خيام نازحين داخل مستشفى «شهداء الأقصى»، في حين كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن جيش الاحتلال «يعاني نقصاً يُقدَّر على الأقل بعشرة آلاف جندي قُتلوا أو جُرِحوا خلال أشهر القتال الـ10 بالقطاع».
وفي حادث منفصل، أسفر هجوم طعن نفّذه شاب فلسطيني من سكان الضفة الغربية المحتلة في مدينة حولون عن مقتل إسرائيلي وإسرائيلية، و3 جرحى في حالة حرجة إلى خطيرة. إلى ذلك، أكد مصدر في «فيلق القدس» أن إيران وتركيا تتنافسان حالياً للاستحواذ على منصب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، وبالتالي توجيه مفاوضات السلام مع إسرائيل بعد رحيل هنية، الذي نجح في تجاوز الخلافات مع طهران والقاهرة واستئناف العلاقات مع حكومة دمشق.
وقال المصدر إن هناك اتجاهين في «حماس»، أحدهما يقوده رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار، وهو مقرب من طهران، والآخر بقيادة الراحل هنية الذي كان مقرباً من أنقرة. وأوضح أن الحركة تواجه معضلة حالياً في حسم خلافة هنية، إذ إن بعض الشخصيات المرشحة ليست على علاقة قوية مع طهران، في حين أن البعض الآخر ليسوا على وئام مع أنقرة. وأشار إلى أن القيادي التاريخي للحركة خالد مشعل المعروف بقربه من محور تركيا سعى منذ سنتين إلى تحسين علاقته المتوترة مع طهران بسبب الحرب السورية، في حين لا يحظى القيادي البارز خليل الحية، الذي يسير على خطى هنية، بدعم كبير من تركيا، موضحاً أن إيران اقترحت أن تقرر الحركة تعيين شخص مؤقت ليسد فراغ هنية لتصبح الظروف مواتية لإجراء انتخابات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك