عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة إجتماعات ولقاءات في السراي، لمعالجة الملفات المرتبطة بشكل خاص بأزمة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي.
وفي هذا الاطار، استقبل ميقاتي نقابة مستوردي المواد الغذائية برئاسة النقيب هاني البحصلي الذي أعلن بعد اللقاء: "زرنا كنقابة السرايا، بدعوة من دولة الرئيس لاطلاعه على تفاصيل ما يحصل. لا مشكلة في التموين والبضائع موجودة، طالما أن مطار ومرفأ بيروت ما زالا يعملان، فلا مشكلة، صحيح هناك ضغط، والناس تتوافد إلى السوبرماركت، وهناك نحو مليون ومئتي الف نازح بحاجة الى التموين في مناطق لم يكونوا موجودين فيها سابقا، هذه الأمور يلزمها نحو اسبوع او عشرة ايام، لتحل، وان شاء الله تتطور الأمور نحو الأحسن".
أضاف: "نحن نعتبر أن العدو أمامنا ولا يجب أن نأخذ منه أي تطمينات، ويجب أن ندير الوضع بالتي هي أحسن، ولكن في المقابل هناك حديث من كل الأطراف بأنه لن يكون هناك تعد على مطار ومرفأ بيروت، وبالنسبة لنا أن عمل المطار ومرفأي بيروت وطرابلس ضمانة أساسية لعدم حدوث اي امر سلبي، ونؤكد بأن الشاحنات لا تزال تعمل ويتم تخليص البضائع وتوزيعها في السوق، وينصب كل جهدنا الآن من أجل عدم انقطاع البضائع من السوق".
وشدد البحصلي "على ما قاله لنا دولة الرئيس ونحن نؤكد عليه، بأن الوقت الآن هو وقت التضامن ونحن في حرب كبيرة، وهذا وقت تضامن كمستوردين وتجار ووزارات، ولمسنا كل تعاون من دولة الرئيس من ناحية تقديم التسهيلات. فنحن لدينا طلب واحد وهو تسهيل إخراج البضائع من المرافىء. هناك بعض العقبات الناتجة عن نظامنا الجمركي الذي هو قديم وورقي، وتبذل الجهود لتحسينه، والوقت ملائم الان لتحديد الخطوات من أجل تسريع العمل لتخليص البضائع، وهذا مطلبنا الأساسي".
وأشار البحصلي الى "ان بعض التجار يعمد الى زيادة الاسعار، وهنا اؤكد، ما أقوله دائما أن العرض اكثر من الطلب وليس هناك أي مبرر لارتفاع الاسعار اكثر من ارتفاع الكلف التي تتمثل بزيادة التأمين ومصاريف النقل، والمخاطر على شركات الشحن ولكنها مرحلية ونسبتها تبلغ نحو 2 او3 بالمئة، ولكن من يرفع الاسعار نحو20 او30 بالمئة جزافا فهذا غير مقبول. ونحن أكدنا لدولة الرئيس بأن النقابة لم ترفع اسعارها جزافا، العرض لا يزال موجودا اكثر من الطلب، ونحن نعتبر بأن الأمور يمكن أن تستتب، اذا خفت زحمة الناس على التموين في المحال الكبرى وسيكون التموين عاديا".
واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة هي أولا لشكر دولة الرئيس على الجهد الكبير الذي تقوم به الحكومة وعلى المبادرة الوطنية الكبير التي اطلقت مع الرئيس نبيه بري ومع وليد جنبلاط وهي مبادرة عممت على كافة الفئات الوطن وهي مهمة جدا في هذه المرحلة الخطيرة من حياة لبنان. كما ركزنا على واقع إن هناك مليون نازح في الشارع والخدمات في بعض الأحيان ليست مؤمنة بالشكل المناسب، لذلك هناك ضرورة لتأمينها والمتابعة في هذا الإطار، كذلك في موضوع التفلت بأسعار المواد الغذائية والاستغلال الحاصل ببدل الايجار للنازحين وضرورة أن يتوقف استغلالهم".
أضاف: "هذه وقائع مهمة جدا في المرحلة الراهنة ومن المفترض أن تكون عين الشعب اللبناني مركزة على واقع الوحدة الوطنية التي يمكن ان تكون هي السبيل الوحيد إلى الخروج من هذا النفق المظلم".
وردا على سؤال عن مستقبل العمال في الجنوب، قال الاسمر: "تحدثنا عن هذا الامر باعتبار ان هناك مليون نازح وما يستتبع ذلك من توقف للمؤسسات وضرب للمواقع الاقتصادية في المناطق اللبنانية. حتى المناطق التي لا تشهد حربا تأثرت تجاريا وسياحيا واقتصاديا. لذلك هناك ضرورة لمواكبة هذا الواقع مع الهيئات الاقتصادية، حتى لا يحصل صرف لأننا بدأنا نشعر ان هناك مؤسسات قصفت أو توقفت، تتجه نحو دفع رواتب جزئية، من هنا نوجه دعوة لجميع العمال للتواصل مع الاتحاد العمالي في حال حصول اي مشكلة معهم، ونحن نعمل يوميا كخلية نحل لتلقي هذه الشكاوى إذا ما حصلت".
وعن استغلال النازحين لناحية رفع الاسعار، قال الاسمر: "دولة الرئيس وعد أن يكون هناك تحرك لكل أجهزة الرقابة وهذا الشيء مطلوب في هذه المرحلة، واهم شي اليوم هو الواقع الاستغلالي الذي يجب ان يتوقف وان يكون هناك حس من التضامن الوطني والاجتماعي".
وإجتمع ميقاتي مع وزيري الصحة فراس الابيض والبيئة ناصر ياسين والنائب السابق بهية الحريري في السراي، وتم عرض للمستجدات الراهنة والاجراءات التي تتخذها الحكومة في ما يتعلق بموضوع النازحين من المناطق التي تتعرض للعدوان.
واستقبل النواب: عدنان الطرابلسي، حسن مراد ومحمد يحيى وجرى البحث في الاوضاع العامة لا سيما موضوع النازحين وما تقوم به الحكومة لمساعدتهم.
واستقبل النائب ايهاب مطر الذي قال بعد اللقاء: "زيارتي الى رئيس الحكومة اليوم هي لدعمه وتأييد عمله الكبير الذي يقوم به. ونعلم ان الأزمة كبيرة وان الحكومة هي حكومة تصريف أعمال ولكن في الحد الأدنى استطاعت الصمود والمواكبة والمتابعة وخاصة في ظل غياب رئيس الجمهورية. وخلال زيارتي اليوم تابعت مع دولة الرئيس معظم التطورات في البلد وخاصة بفضل الحكومة والأجهزة الأمنية ووحدة اللبنانيين استطعنا ان نتفادى مشكلة كبيرة وذلك ايضا بفضل وحدة اللبنانيين وتكاتفهم، ولكن هذا لا يعفي ان الطابور الخامس جاهز على الباب لزرع الفتنة، والمطلوب اليوم هو الابتعاد عن الخطاب المتشنج الطائفي، لان أي "غلطة صغيرة" تؤدي الى مشكلة كبيرة".
اضاف: "تابعت مع دولة الرئيس الأوضاع العامة وخاصة أوضاع مدينة طرابلس التي هي فتحت ذراعيها في الأساس لاستقبال النازحين والتي تشعر بغياب ونقص، واطلعت من دولته على مسار تطبيق خطة توزيع المساعدات الذين سيكون لاهل طرابلس حصة منها وتمنيت على دولته ان يتم تخصيص جزء من المساعدات لأهلنا في طرابلس، لا سيما هؤلاء الذين يعانون من أوضاع صعبة، واشكر الأجهزة الأمنية التي تتصدى لكل محاولات الإخلال بالأمن وبالقانون وخاصة محاولات التعدي على الاملاك الخاصة والتعدي على بعض المناطق التي تستضيف النازحين، ومنها مدينة طرابلس بالتأكيد".
وتابع: "اليوم نشدد على ضرورة تطبيق خارطة الطريق التي أعلن عنها دولة الرئيس نجيب ميقاتي من عين التينة بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وانتخاب رئيس جمهورية توافقي من دون ربط المسار بوقف إطلاق النار. اليوم، وأكثر من أي وقت ممكن المطلوب هو دعم حكومة الرئيس ميقاتي وسنكون بالمرصاد لأي محاولة لاصطياد بالماء العكر ولاستهداف موقع رئاسة الحكومي".
وختم مطر: "المطلوب هو الإسراع في إنتخاب رئيس الجمهورية ومن بعد ذلك تكليف رئيس حكومة ضمن الاطر الدستورية من دون قيد أو شرط ومن بعد ذلك تسهيل تشكيل الحكومة حسب الأسس المعتمدة من دون المحاصصة".
كما اجتمع رئيس الحكومة مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك