كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
ليست الحربُ القائمة تكنولوجيةً وعسكريةً فحسب، إنما نفسيّة، أتقنتها إسرائيل على ما يبدو من خلال اختراقِها للهواتف وأجهزة الراديو وبثّها للتحذيرات والتهديدات التي تُرعب اللبنانيين.
أكثر من 80 الف إتصالٍ هاتفي تلقاها اللبنانيون في الساعاتِ الاخيرة من قِبَلِ الإسرائيليين بحسب ما أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم في حديث لـmtv، معلنا في هذا الإطار أنه سيصارُ إلى وقفِ نظام الـIPS وتشغيل الـTDM رغم بدائيّته. فما الفرقُ بين هذين النظامين؟
يوضحُ مدير التكنولوجيا التنفيذي في mtv فادي طبر أن الفارقَ الرئيس بين نظامِ الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت المعروف بـIPS ونظام تقسيم الوقت المتعدد او الـTDM في أنظمة الاتصالات الهاتفية يكمن في كيفية نقل المكالمات الصوتية.
فمن ناحية التقنية المستخدمة، يُعتبر الـTDM نظاما قديما يعتمد على استخدام خطوط مخصّصة (اتصالات ذات دوائر ثابتة) للمكالمات الصوتية، حيث يتم نقل الصوت بطريقة منظمة من خلال تقسيم الخط إلى فترات زمنية محددة. اما الـIPS فهو نظام حديث يعتمد على الإنترنت لنقل المكالمات الصوتية، حيث يتم تحويل الصوت إلى حزم بيانات صغيرة تُنقل عبر شبكات الإنترنت.
اما من ناحية نقل الصوت، فينقل الـTDM الصوت عبر قنوات ثابتة، حيث يكون لكل مكالمة مسار مخصّص، مما يضمن جودة ثابتة ولكنه يحد من عدد المكالمات التي يمكن إجراؤها في نفس الوقت بناءً على عدد القنوات المتاحة، في حين يقسم الـIPS الصوت إلى حزم بيانات صغيرة تُرسل عبر الشبكة، مما يسمح بمشاركة عددٍ كبير من المكالمات نفسها.
ويشرحُ طبر بشكلٍ مبسّطٍ الفارقَ بين النظامين من خلال تشبيههِ بمسارِ القطار، حيث يشبه الـTDM نظام القطارات التقليدي، حيث يكون لكل قطار جدول زمني ومسار محدد، ولا يمكن لقطار آخر استخدام هذا المسار في نفس الوقت، فيما الـIPS هو أشبه بالطريق السريع الحديث، حيث يمكن للسيارات (حزم البيانات الصوتية) استخدام أي مسار متاح للوصول إلى وجهتها، مما يسمح بإدارة حركة المرور بشكل أكثر مرونة وكفاءة.
كيف قد ينعكسُ هذا الامر على المواطنين؟
يوضحُ طبر أنه في حال الانتقال، كما قال الوزير قرم، من نظام الـIPS إلى الـTDM، فمن الممكن أن نضطرّ إلى الانتظارِ قليلا لإجراء مكالمتنا لأن المسارَ واحدٌ (كما تمّ توصيفه أعلاه) وبالتالي فقد نشهدُ في بعض الاحيان زحمةً على الخطوط تجعلُ اتصالنا متعذّرا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك