وكأننا نتدحرج سريعا إلى الحرب التي لا أحد منا يريدها... الغارات تجتاح الجنوب والبقاع، في مشهدٍ جهنّمي مُرعب، يترافق مع توعّد إسرائيلي بالوسائل كافة... فماذا ينتظرنا بعد؟
بعدما استيقظ اللبنانيون اليوم على مئات الغارات العنيفة التي أشعلت مختلف القرى والبلدات في الجنوب والبقاع وصولا إلى الصاروخ الذي يبدو انه سقط عن طريق الخطأ في قضاء جبيل، نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فيديو طلب فيه من اللبنانيّين "إخلاء البيوت التي وضع فيها الحزب الأسلحة"، وأضاف: "الحزب يضحي بكم".
وقال: "نداء هام وعاجل إلى اللبنانيين! تعرفون البيوت الكثيرة في القرى اللبنانية مع غرفة مغلقة ومجهولة. بعضها مخزن للأسلحة، أخفاها عناصر حزب الله الذي يستخدمكم دروعًا بشرية. إنتبهوا! واحذروا! فعلى كل من يمتلك سلاحًا في منزله، أو يتواجد قرب مواقع أو منازل أخفى فيها حزب الله أسلحته عليه ترك المكان فورًا".
بالتوازي، فقد طلب الجيش الإسرائيلي من السكان إخلاء المنازل التي يخبئ فيها حزب الله أسلحة على الفور، موضحا ان غاراته ستبدأ قريباً على القرى اللبنانية. كما طلب من "المدنيّين اللبنانيّين الابتعاد عن مناطق حزب الله"، وقال: "سنضربه بقوة وسنعمل على تقليص قوته وإبعاده عن الحدود".
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أنه "نكثف الهجمات في لبنان وأمامنا أيام سيتعين فيها على الجمهور التحلي بالهدوء"، في وقت تلقى عدد من اللبنانيين رسائل عبر الهواتف الخليوية الخاصة بهم من العدو الإسرائيلي تقول: "إذا أنت متواجد بمبنى به سلاح لحزب الله ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر".
كما خرق العدو الإسرائيلي أجهزة الراديو في السيارات والخطوط الهاتفية الثابتة (07) وقام بالاتصال بعدد من اللبنانيين من خلالها طالباً منهم الابتعاد عن كل ما له علاقة بـ"الحزب"، قائلاً: "كل من يتواجد إلى جانب منشآت حزب الله وأسلحته يُعرض حياته للخطر".
التهديدات الإسرائيلية، وصلت أيضا إلى وزارة الإعلام في لبنان، حيث أعلن وزير الاعلام زياد المكاري أنه "تبلغنا عبر الخطّ الارضي رسالة "ضرورة إخلاء المكان"، مضيفا: "لكن عملنا مستمر وهذا تمويه بحسب وزير الاتصالات الذي أوضح أنه لا خرق لشبكة الاتصالات".
اما وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي الذي توجّه بكلمة إلى اللبنانيين، فبدت على محيّاه علامات عدم الارتياح والتوتر، وقال: "لا شيء يطمئن الناس وسط هذه الاعتداءات. نقول للبنانيين إنّ دولتهم إلى جانبهم وتقوم بكلّ ما يلزم على قدر استطاعتها".
واضاف: "الوضع يزداد دقّة مما يتطلّب من جميع اللبنانيين العودة إلى لبنانيّتهم، وكلّ الأجهزة موجودة إلى جانب اللبنانيين لتلبية مطالبهم ولا بدّ من التماسك في هذه الفترة و"الله يحمي لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك