عقد وزير الصحة العامة فراس الأبيض ونقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش مؤتمرا صحافيا مشتركا في بيت الطبيب - فرن الشباك بحضور نقباء أطباء الشمال محمد صافي، الممرضات والممرضين عبير علامة، المستشفيات الخاصة سليمان هارون، أطباء الأسنان رونالد يونس، مستوردي المستلزمات الطبية سلمى عاصي، أصحاب المختبرات ربيع حاموش، ممثلة عن نقيبة إختصاصيي التغذية ناتالي ياغي.
وأكد الأبيض في كلمته أنه كطبيب يشعر بالفخر والإعتزاز للدور الذي يؤديه أطباء لبنان وكل العاملين الصحيين. أضاف أن هذا القطاع تمكن عبر خطة الطوارئ إستقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى في الأيام الأخيرة بفضل التعاون الذي حصل لدى وضع الخطة حيث إن كل القطاعات والنقابات الموجودة لعبت دورًا في ذلك وتمت إقامة التدريبات اللازمة والخطط سواء على صعيد المستشفيات أم أي مؤسسات صحية أخرى كي تعطي الخطة النتيجة التي رآها الجميع.
وتناول الأبيض موضوع العناية بالجرحى، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر فقط على عناية متخصصة بل قد تحتاج أيضا إلى عمليات متعددة وجهود تأهيلية وتدخل من أفرقاء متعددين في القطاع الصحي وحاجة لمستلزمات معينة ودعم نفسي وعقلي وتأهيل وبصريات. وأكد الوزير الأبيض أن الإمكانات كلها موجودة في لبنان وستنسق الوزارة بشكل كامل في شأن العناية المتخصصة مع كل النقابات وستغطي التكاليف وسيتم التنسيق بين المستشفيات ونقابة الأطباء لتغطية أي نقص في الخبرات الطبية في هذا الموضوع.
وبالنسبة إلى التضامن الذي يبديه الأشقاء في دول الجوار وعدد من اللبنانيين المغتربين لناحية إرسال وفود طبية إلى لبنان، أوضح وزير الصحة العامة أن الشعب اللبناني يقدّر كل عون ودعم يأتي من الخارج، مضيفًا أن العمل في هذا المجال يجب أن يتم بطريقة منظمة وتحت مظلة وزارة الصحة العامة والنقابات المختصة. وقال إن أي عامل صحي سيأتي وأي طبيب سيأتي إلى لبنان يحتاج إلى التنسيق في شأنه مع النقابات المختصة، ولا سيما نقابتي الأطباء في بيروت والشمال، لأن هذا التعاون سيضمن تقديم خدمات بجودة جيدة ومتابعة مستمرة للمرضى.
وذكّر الأبيض بأن 98 في المئة من المرضى عولجوا على أيدي أطبائنا واختصاصيينا، بحيث إن القطاع الصحي في لبنان فاق كل التوقعات.
ولفت في موضوع المستحقات المالية إلى أن المستشفيات والقطاع الطبي لم يحصلوا على مستحقاتهم وأتعابهم حتى الآن نتيجة الجهود التي بذلوها خلال كارثة انفجار المرفأ قبل أربع سنوات. ولم يتردد أي منهم اليوم من أن يلبي نداء الواجب والمسؤولية خلال الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة. وأكد الوزير الأبيض أن على الدولة أن تقوم بواجبها تجاههم بحيث لا يتكرر هذا الأمر مضيفا أن تطبيق آلية دفع المستحقات سيبدأ الأسبوع المقبل وستصدر القرارات اللازمة لتغطية جزء من التكاليف، إذ لا يمكن إيفاء كل الحقوق نظرًا للتضحيات الكبيرة التي تم تقديمها.
وكان بخاش قد جدد باسمه وباسم مجلس النقابة إستنكار الجريمة التي حصلت في اماكن مدنية وعلى مواطنين، ونطلب الرحمة للشهداء والتعافي السريع لكل المصابين.
وقال: "نشير في هذا السياق أن القطاع الاستشفائي بكل مندرجاته من مستشفيات وزملاء اطباء وممرضين وفرق أسعاف تمكن من السيطرة على الوضع بسرعة قياسية، وان غالبية الجرحى تلقت علاجاتها الجراحية الطارئة أكان في منطقة الوجه والعيون أم الاطراف العلوية في اليد والاصابع او جدار البطن أو كسور في الحوض وسائر الجسم. وهنا أتوجه بالشكر لجميع هؤلاء وجميع العاملين في القطاع الصحي على وقفتهم الوطنية وأدائهم السريع والمنظم.
نحن اليوم على أبواب المرحلة الثانية التي ستكون اطول واصعب، لأن هذا النوع من الاصابات بحاجة الى تدخلات جراحية عديدة لتفادي الالتهابات والاعراض الجانبية من جهة ولتحضير كل مصاب للجراحات الترميمية اللازمة أكانت في العين أو في الوجه او الاطراف العلوية واليدين والاصابع لاستعادة وظائفها بشكل طبيعي.
هذه التدخلات الجراحية والترميمية بحاجة الى اختصاصيين في هذه المجالات وهؤلاء الاختصاصيون متوفرون في لبنان بالرغم من التحديات ومن موجات الهجرة السابقة التي نعرفها. وهم على تعاون تام مع نقابتي الاطباء في بيروت وطرابلس، وأشير في هذا السياق الى أن نقابتي الاطباء نسقا منذ اللحظة الاولى لاستيعاب الموجة الاولى والتحضير للثانية بالتعاون مع وزارة الصحة وسنكون كمجموعة معنية بالقطاع الصحي العين الساهرة على كل مصاب لتقديم الخدمة الطبية او الجراحية المطلوبة لنصل سريعا الى النتيجة المرجوة والتعافي السليم والعلمي.
وفي الختام أكرر شكري لجميع الزملاء على الجهود التي بذلوها منذ اللحظة الاولى ، ولا أغالي إذا أكدت لكم ان هناك زملاء زاولوا الاعمال الجراحية لمدة 48 ساعة متواصلة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك