كتبت مريم حرب في موقع mtv:
إطلالة بنبرة أقل من المعتاد للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله. وصف ما حصل يومي الثلاثاء والأربعاء17 و18 أيلول بالمجزرة. شكر اللبنانيين والحكومة والمتبرعين بالدم، وحاول أن يلملم هول العمليّتين بالتأكيد على أنّ "بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز" .
أطلّ نصرالله ليدحض أوّلًا كلّ الشائعات التي طالت صحتّه بعد تفجير "البيجر" والأجهزة اللاسلكية، وثانيًّا ليُخاطب أهل بيته وبيئته ومؤيّديه ويُعلِمهم بما ستحمله المرحلة المقبلة.
في الشكل كان هادئًا رغم المصاب. نظر إلى أوراقه كثيرًا. لم يرفع إصبعه ولم يعلن عن ردّ ولا عن شكله ولا توقيته على عكس خطاباته السابقة منذ دخوله "جبهة المساندة"، واكتفى بالقول: "سيواجه العدو بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون والخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون، ونحتفظ به في أضيق دائرة".
أظهرت الأشهر الماضية، أن لا حدود لجنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والغاية عنده تحلّل أي وسيلة لتحقيق ما يرجو من مكاسب وإن كانت "قتل 5 آلاف شخص بدقيقتين". وعمليًّا، أراد الإسرائيلي من هاتين العمليّتين جرّ "حزب الله" إلى ردّ غير محسوب وتحت الزنار.
أكّد الصحافي جوني منيّر، أنّ إطلالة نصرالله "تتوجّه بشكل أساسي إلى حاضنته لطمأنتها حول وضع الحزب وأنّ قوّته لم تتأثّر".
في المضمون، أكّد الخطاب مرّة جديدة أنّ "الحزب" لا يريد توسعة الحرب. وأوضح منيّر في حديثه لموقع mtv أنّ "المناخ الإقليمي لا يسمح بالردّ الفعلي السريع والكبير، لذلك ترك نصرالله الأمور مفتوحة وتحدّث عن أيّام وأسابيع وأشهر وسنوات ربّما للردّ".
بخسارة "الحزب" عنصر المفاجأة، بعد طوفان الأقصى، اعتمد على مبدأ إستنفار إسرائيل وتركها تنتظر الردّ "الذي سيأتي من المكان والزمان المناسبين"، وقد توعّد هذه المرّة أن يكون عسيرًا. لكنّ الردّ محكوم بجملة عوامل.
ورأى منيّر أنّ "الردّ يجب أن يكون ضمن حسابين، الأوّل مرهون بالمعطيات الميدانية والقدرات، ولهذا السبب تطرّق نصرالله في خطابه إلى فكرة أنّه إذا دخلت إسرائيل برًّا فأهلًا وسهلًا بها ونتمنّى ذلك، فيما كان سابقًا يقول إنّه هو من سيتجاوز الحدود ويهاجمها. والعامل الثاني يرتبط بالمناخ الإقليمي أي هل الظرف الإيراني يسمح بتوسعة الحرب وقد رأينا أنّ هناك جملة اعتبارات إيرانية وحسابات مع الولايات المتحدة تلجمها عن اتخاذ هذه الخطوة".
بنى نصرالله موقفه بعد تقويم وضع حزبه عدّةَ وعديدًا، وما لديه من معطيات إقليمية وإيرانية، وترك الباب مفتوحًا للردّ. المنطقة حكمًا إلى تسخين ومؤشّراتها بدأت وكلّ السناريوهات مطروحة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك