كتبت منال زعيتر في "اللواء":
لا انتخابات رئاسية في لبنان قبل وقف الحرب على غزة أو ربما بعد توقفها... خلاصة أولى يؤكدها أحد أبرز القيادات في الثنائي الوطني، وهذا الكلام يعتبر دحض لكافة الاجتهادات التي يقدّمها البعض حول إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية حتى لو استمرت الحرب على غزة وعلى الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة... أما الخلاصة الثانية التي قدّمها القيادي المذكور يمكن اعتبارها «الخبر اليقين»: «لا انتخابات رئاسية في لبنان قبل الانتخابات النيابية»... ماذا يعني هذا الكلام؟ يجيب القيادي بأن كل المحاولات التي تقوم بها اللجنة الخماسية ستكون بلا جدوى طالما انه لا قرار جديّ دولي أو داخلي بانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور، ومتى وجد هذا القرار فالانتخابات ستتم بلجنة خماسية أو بدونها.. وهذا الكلام ينطبق على ما يقال حول ارتباط الانتخابات الرئاسية في لبنان بتوقف الحرب على غزة، من قال مثلا بأن الانتخابات ستحصل إذا توقفت الحرب؟
فيما الخلاصة الثالثة التي يجب أن يتوقف عندها التيار الحر والقوات اللبنانية مليّا، تؤكد بأن ثمة تكتلا مسيحيا وازنا سينشأ على أنقاض اهتزاز حتى لا نقول تفكك التيار الحر بعد اخراج أربعة نواب مؤسسين منه: إلياس أبي صعب، سيمون أبي رميا، إبراهيم كنعان، آلان عون... أما في الجهة المقابلة ثمة معلومات عن انشقاقات داخل كتلة القوات اللبنانية تشمل نائب يعتبر من الصف الأول، وتشير المعلومات الى عدول رئيس حزب القوات سمير جعجع عن طرد بعض، وجرى تأجيل هذا القرار الى الانتخابات النيابية المقبلة..
أما عن الخلاصة الرابعة ،فيمكن اعتبار تكتل النواب الأربعة المسيحيين بات يوازي بثقله المنتظر بعد انضمام نوابا مسيحيين آخرين إليه كتلتي القوات والتيار الحر، وسوف يكون بيضة القبان في البرلمان اللبناني، ولا سيما ان هذا التكتل لن يضم مسيحيين فقط بل سينضم إليه مستقلين ونوابا سنّة من كتلة المستقبل سابقا ومن بعض نواب المعارضة، أي انه سيكون تكتلا وازنا من مختلف الطوائف اللبنانية وسيتولى ترؤسه وفقا لمعلومات موثوقة نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبي صعب.
أما في الحقائق، فان التكتل المنتظر الذي سيحصل فعليا على دعم الثنائي الوطني في الانتخابات النيابية المقبلة، سيكون هو المؤثر في الإحاطة بالدور المسيحي... نقطة ثانية لا تقلّ أهمية وتتعلق بتمدد الثنائي من شيعي حليف مع فريق مسيحي هو التيار الحر الى «شيعي-مسيحي» بعد تعويم تكتل النواب الأربعة بعد ترتيب صفوفهم وقيادتهم والنواب المنضمين لهم.
في الحقائق أيضا، فان ما جرى يمكن التأسيس عليه للقول بأننا أمام حالة مسيحية جديدة في لبنان، فبعد تفرّق الصوت السنّي وضمور تيار المستقبل، يمكن القول اننا سنشهد حالة مسيحية مشابهة... ورغم رفض القيادي هذا التوصيف، إلّا انه أكد في المقابل بأن أبواب الثنائي الوطني مفتوحة أمام كل الكتل الجديدة أو القديمة، ويدنا ممدودة للتعاون مع أي فريق يخاف على مصلحة البلد ويبحث عن الحوار كسبيل للحل وإخراج لبنان من أزماته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك