استقبل شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في دار الطائفة في بيروت، بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، الذي قدّم له دعوة للمشاركة في الاحتفال الوطني الذي سيقام في ساحة الشهداء في 12 أيلول المقبل، بمناسبة استقبال جثمان الكاردينال البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان.
وكان اللقاء مناسبة للتداول بقضايا روحية ووطنية وتطورات المنطقة وضمنها لبنان، وشدّد البطريرك ميناسيان وشيخ العقل على "أهمية التضامن الوطني والروحي، بمقتضى دقّة المرحلة الراهنة، وما تتطلبه من تقديم الإيجابيات على ما عداها من اختلافات داخلية أو رؤى متضاربة لا تلامس حجم التحديات المصيرية التي تواجه لبنان، والمخاطر المتعاظمة جرّاء العدوان الإسرائيلي ومخططات حكومة الاحتلال، الرافضة للانصياع للمناشدات الدولية لوقف الحرب وغير الآبهة بكل القرارات والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية في هذا الخصوص".
ودعوا الجميع لضرورة "الارتقاء بالمسؤوليات التاريخية على النحو الذي ينقذ الوطن المهدد بأسس ومقوّمات وجوده وكيانه، وما تحتّمه المرحلة من تعقّل وحكمة حيال المقاربات المطروحة، والالتفاف حول الشرعية لا سيما الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية التي تقع على عاتقها مسؤولية توفير الامن والاستقرار، وتضافر الجهود المشتركة للتخفيف من حدّة تلك المصاعب، ترسيخا للقيم الإنسانية والأخلاقية وتوصيات التكافل الاجتماعي، باعتبار الحرب اذا توّسعت - لا سمح الله - لا تكون على فئة او منطقة دون سواها".
ورافق البطريرك ميناسيان في الزيارة مطران بيروت للأرمن الكاثوليك كريغور باديشا والمسؤول الإعلامي شربل باستوري، في حضور المستشارين الشيخين الدكتورين رمزي سري الدين وعامر زين الدين، المدير العام للمجلس المذهبي مازن فياض ومدير مشيخة العقل ريّان حسن.
كما استقبل أبي المنى كلا من رئيسة دائرة التشريع والسياسات الضريبية في مديرية TVA في وزارة المال سلام الحميدي، في حضور الشيخ سري الدين وأنطوان مسرّة، رئيس "المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم" ربيع قيس ومدير "مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت" رامي الريّس للبحث في التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر للمؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي.
وكان استقبل أبي المنى سابقا عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ زياد الصاحب، كما استقبل عضو المجلس الدستوري القاضي رياض أبو غيدا وكلا من عميد كلية الطب سامي عازار وسهيل مطر من جامعة البلمند ونادر أبو فخر.
وكان شيخ العقل استقبل في دارته في شانيه معتمد مشيخة العقل في تورنتو - كندا الشيخ محمد ابو حمدان يرافقه مدير ثانوية العرفان - السمقانية عفيف راسبيه، وتابع مجريات ومساعي التوفيق بالنسبة لانتخابات المجلس المذهبي الاحد المقبل مع عدد من المشايخ والمرشحين، مؤكدا "أهمية التفاهم والتنافس الإيجابي لخدمة الطائفة والوطن".
وكان شارك كذلك في شانيه بتكريم الطبيبين مجيد أبي المنى والراحل سعيد أبي المنى، وكان لشيخ العقل كلمة بالمناسبة بعدما تحدث كل من، شوقي أبي المنى معرّفاً ورئيس "جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية" في شانيه كميل حمزة ورئيس البلدية حسين أبي المنى وصاحب المبادرة المغترب جهاد أبي المنى والشاعران شفيق حاطوم ونبيل نصر.
ومما جاء في كلمة شيخ العقل: "أن تكرمَ شانيه اثنين من أبنائها المعطائين البارزين فذلك تكريم لنا جميعاً، وأن يكرَّم الطبيب فهذا افضل التكريم، فللدكتور مجيد عباس أبي المنى منا كل التقدير والاحترام لما قدّمه وزميله المغفور له الدكتور سعيد قائدبيه ابي المنى لأبناء شانيه خصوصاً ولأهالي الجرد وبحمدون والجوار من خدمات طبية ومعالجات شافية، وهو الذي تربع على عرش الاندفاع والتضحية من دون مقابل وعلى الأخص في ايام محنة الجبل وسقوط الجرحى واحدا تلو الآخر في حرب مشؤومة أصابت الأبرياء من الأهالي والمقاتلين المدافعين عن أرضهم وعرضهم، فكان واحداً من أولئك الأبطال الصامدين الذين لولاهم لما صين الوجود ولما تحقق الانتصار. أما وقد حصل ما حصل، وانتصرنا جميعنا على الأحقاد ولغة الصدام والخصام وعقدت المصالحة، لكن النضال في ساحة العطاء وخدمة الناس لم يتوقف ولم يتراجع مع الدكتور مجيد اطال الله عمره ومع الدكتور سعيد رحمه الله، فكلاهما حصلا على ثقة المجتمع، فكم من مريضٍ قرع باب الدكتور مجيد فوجد عنده دواء العلة الصحية ودواء الحالة الاجتماعية، وكم من طفلٍ دخل عيادة د. سعيد باكياً فعاد والداه مرتاحين مطمئنين".
وأضاف: "اذا دوّنت مثل تلك الحالات فإنها تعدُّ بالمئات. واذا كان سعيد قد رحل عنا فجأةً وصُدمنا برحيله المبكر وقد صرعه المرض الذي صارعه مراراً وغلبه في المئات من مرضاه ونفذ القدر، واذا كان صحة الدكتور مجيد قد تراجعت قليلاً، إلا أن أثرهما الطيّب سيبقى عنواناً في شانيه وقدوةً للأجيال يقتدون به ويقدّمون لمجتمعهم كلٌّ من موقعه واختصاصه وعلى قدر طاقته، فالمجتمع لا ينهض إلا بمثل هؤلاء الرجال وبمثل هذه العطاءات، وشانيه، والحمدلله تنهض منذ عشرات السنين ببلديتها، وبمن تعاقب على المسؤولية فيها، والدكتور مجيد واحد منهم، وبجمعيتها الخيرية التي لا بد لنا من شكر من أسسها ومن ضحى لانجاز بناء هذا النادي، وبكل المبادرات التي انطلقت فيها، من جمعية بيت المسنين، الى اللجنة النسائية، إلى لجنة حفر البئر، الى مجموعة الشباب الذين أنشأوا المحمية في الجبل، إلى غيرها من المبادرات، وربما ما ينتظرنا اكثر بكثير مما انجزناه، وهذا يتوقف على همتنا جميعاً، وعلى تعاوننا معاً، وعلى الله الاتكال".
وختم شاكراً "جمعية "النهضة" والبلدية، والشكر الأول لصاحب الفكرة الأولى الدكتور جهاد حسن أبي المنى، الطبيب اللامع في اختصاصه وفي إنسانيته، والذي وجد نفسه أولى من غيره في تكريم زميلين كريمين. لروح سعيد نسأل الرحمة والمغفرة ولمجيد نسأل العافية والسلامة ولجهاد دوام القدرة والعطاء. ولكل المبادرين والفاعلين في ميادين الخير والعمل الاجتماعي وكل المتحفزين لوضع نجاحاتهم الخاصة في خدمة بلدتهم وأهلهم أطيب الدعاء وأوفى الدعم والمساندة".
وفي الختام سلّم شيخ العقل درعاً تقديرية، لكل من مجيد والسيدة سعاد أبو فخر الدين أرملة سعيد، وكانت لهما كلمتا شكر وامتنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك