اعتبر النائب سليم الصايغ "أننا اليوم أمام مناسبتين، مناسبة نستذكر فيها شهداء المجدل الذين يسكنون الجنة، فنطلب شفاعتهم لدى الرب الخالق، ومناسبة نكرم فيها الرفيق منصور عساكر الذي أعطى لمدة ٥٠ عاما القضية كل قدرته ووجدانه وعقله، فربط التاريخ وعقد الآمال وزرع الرجاء حاملا" جراح فراق الرفاق والعمر الفاني والنكسات والمآسي على صليب الله والعائلة والوطن ليستحق بحق لقب "الشهيد الحي".
وقال: "إن الزمن العصيب الذي نجتاز يدعوني لتوجيه رسائل بمستوى التحديات. الرسالة الأولى للإخوان لأهل المقاومة الإسلامية في لبنان إلى متى ستستمرون بتمزيق الستارة اللبنانية والوحدة الوطنية والشراكة، والى متى الإتكال على صبرنا؟ عندما يكون صبرنا مرتبطا بالوجود يكفي أن توافونا إلى يانوح وقاديشا وقنوبين. أنظروا إلى كهوف الأجداد التي تحولت إلى كنائس ومناسك ومذابح ومباخر للحرية. هناك منذ ٢٠٠٠ عام تحولت القبور المظلمة الى منابر نور وقلاع الطبيعة إلى جسور حضارة، ووعورة الأرض إلى إرادة عبور . هذا هو الصبر الوجودي الذي لا يمتحن ولا يسقط لأنه من طبيعة لا يعرفها إلا من إرتقى في جوهر معنى لبنان ورسالته. أما من يسعى ليطبق منطق صبره الاستراتيجي ضد العدو على أخوته في الوطن فهو يرتكب خطأ في الحساب وخطيئة في الوطن".
أضاف: "لا تحولوا صراعكم الإستراتيجي مع العدو إلى صراع وجودي مع الشريك في الوطن. إن قدرتنا على الصبر من الوجود لا محدودة من دون الحاجة إلى إثبات. أما نيتنا في تحمل الصبر الاستراتيجي عندما يضرب الوجود الحر تصبح محدودة. فلا تراهنوا على الحمل الوديع والأسير الصامت والرهينة الساكنة".
وتابع: "الرسالة الثانية هي للزملاء النواب في مواجهة سطوة المال والفساد والسلاح. كم نائب وقف في مسألة المواد السامة في معمل الذوق. وفي موضوع مطار القليعات وحامات كم منهم سأل عن إحتمال توقف الطيران في مطار بيروت، وأكد أن تشغيل مطار القليعات ينقصه قرار وزير، ولكن ما من أحد يجرؤ على ذلك. نريد مطارا" يفتح غدا" والامر نفسه في مرفأ جونية، ولن نقبل بعيش بمواطنية معلقة وبحُرية مرتهنة. مرفأ جونية يستطيع أن يعمل بسرعة لإراحة أبناء الجبل وينقصه فقط توقيع الوزير".
وكشف النائب الصايغ عن مخطط جوي في لبنان، وقال: "قمنا بجولة على الفاعليات والبعض منهم إستعمل معنا سياسة الكذب والدجل ليبقى الإطباق على الرقاب في مطار رفيق الحريري الدولي".
الصايغ لم يتردد بوصف بعض المسؤولين بالدجالين، ودعا النواب الى وضع يدهم بيد بعض لإنقاذ ما تبقى". وأردف: "الرسالة الثالثة عن المقاومة الثقافية التي نخوضها في البلد، فقد تخرب هذا الصيف، والاقتصاد والسياحة قد إنهاروا، وخسارة لبنان بالمليارات، وبالتالي كيف نستعيد شبابنا الذين خسرناهم؟".
وهنأ الصايغ القرى والبلدات التي أقامت مهرجاناتها، "الامر الذي يؤكد أن ما من أحد يستطيع أن يغير ثقافتنا"، وأعتبر أن "اكبر حدث ثقافي قد حصل هو تطويب البطريرك إسطفان الدويهي الذي أعطى صورة عن فرادة لبنان عبر العصور".
وتابع: "اما الرسالة الرابعة فهي إلى أهلنا في الجنوب، نحن ننحني أمام كل لبناني يسقط على تراب الوطن والشباب الذين يسقطون في الجنوب يعتقدون أنهم سيحررون القدس وفلسطين وتراب لبنان، وعلينا أن نحترمهم والله يقدم الصبر لأهلهم، فهؤلاء ليسوا مجرمين أو مرتزقة، وبالتالي كما قال البشير علينا أن نحترم شهداء الجميع، ولكن قيادتهم لم تعد تستطيع القول "لو كنت أعلم" وقبل أن يحاسبها التاريخ فإن الحقيقة ستنفجر بوجههم" .
ووجه الرسالة الخامسة "الى المجدل وأهلها لترميم المحبة فيها بعد كل ما عانته في الآونة الأخيرة، وهنا يكمن دور الكتائب في جمع أبناء بلداتنا وزرع المحبة وتوحيد القلوب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك