كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
اليوم يومُها، يوم مريم، أمّ يسوع وأمّ كلّ المؤمنين من مُختلف الأديان والطوائف. إنّه اليوم الذي تُعيِّد فيه الكنيسة انتقال مريم العذراء بالنّفس والجسد الى السماء، واليوم الذي تُرفع فيه ملايين الصلوات والأمنيات برجاءٍ وإيمان من هذه الأرض الفانية الى قلب مريم السماويّ.
يحلُّ عيد انتقال السيّدة العذراء في أصعب ظرف يعيشه اللبنانيّون، إلا أنّ عشقهم لمريم يتغلّب في كلّ مرة على خوفهم الكبير من المجهول الآتي، اليوم يكرّمها المؤمنون في مختلف القرى والبلدات بإيمانٍ لا مثيل له. فمن هي مريم؟ "مريم، بحسب الكتاب المقدّس، هي "المرأة الممتلئة نعمة"، وهي التي تعرفُ سرّ يسوع المسيح منذ البدء، وهي الواقفة عند الصليب بالرّغم من هول الألم والوجع والمدركة لقيامة المسيح الذي عاش ما علَّمه وعلَّم ما عاشه، هي كلّ هذا وأكثر"، بهذه الكلمات يصفها الأب هاني طوق، ويشدّد في حديث مع موقع mtv على "حبّ اللبنانيّين الكبير لمريم العذراء، فكلّ الصروح البطريركيّة في لبنان تحمل اسمها، وهي الحاضرة في التاريخ والحاضر في مُختلف الفصول والمواسم، وأُطلق عليها الكثير من الألقاب التي تعكسُ هذا الأمر كسيّدة الزروع، وسيّدة التلّة، وسيّدة الوادي، وسيّدة السهل، وسيّدة الغابة وغيرها، كما أنها شفيعة مئات البلدات اللبنانيّة كسيّدة زغرتا، وسيّدة بشوات، وسيّدة زحلة، وسيّدة جزّين، وسيّدة حراجل بالإضافة الى بلدات أخرى كثيرة، وتحملُ الكثير من اللبنانيّات اسم مريم".
ويضيفُ الأب هاني طوق: ""لبنان مريميّ الهوى، وقدّم اللبنانيّون مئات التراتيل لمريم، فهي بالنسبة إليهم الأمّ التي تجمع ولذلك تحضر في كلّ بيت وفي كلّ حدث، والمسيحيّون لا يعبدون مريم العذراء بل يكرّمونها لأنها أيقونة إيمان في الكنيسة"، متحدّثاً عن التقاليد المسيحيّة اللبنانيّة في "عيد السيّدة"، "كاجتماع العائلة تماماً كما يحصل في عيدي الميلاد والفصح، وعيدها يحلّ ثالثاً بأهميّته بعد العيدين، بالإضافة الى تقليد تحضير الهريسة، وأهم تقليد هو الزياح الذي يُقام في كلّ بلدة لتكريمها بالصلاة والورود والذي ينتهي بالقدّاس، ورمزيّته أنّ مريم هي التي تقودنا الى يسوع المسيح، أمّا الأمر الأبرز فهو أنّ مريم تجمع بحبّها المسيحيّين والمُسلمين في لبنان الذين بدورهم يزورون مزاراتها وكنائسها ويقدّمون لها صلواتهم وأمنياتهم".
أقدم ترنيمة لمريم العذراء تختصرُ الكثير ممّا يُمكن أن يقوله كلّ لبناني، "في ظلّ حمايتك، نلتجئ يا والدة الله القدّيسة"، فهل نخاف يا مريم وأنتِ "سيّدة لبنان"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك