كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يعيش لبنان حرباً بكلّ ما للكلمة من معنى. فالجنوب يُستهدَف يوميّاً من قبل العدو الإسرائيليّ، والبقاع كذلك. وفيما ينتظر اللّبنانيّون تداعيات ردّ "حزب الله" على قصف الضّاحية واغتيال القياديّ الكبير فؤاد شكر، وفيما يترقّب العالم، ويتخوّف من حربٍ شاملة في المنطقة، اضطُرّ المغتربون والسّيّاح إلى مغادرة لبنان، مُرغَمين، بسبب التّحذيرات المتكرّرة، جرّاء الأوضاع السّيّئة، الأمر الذي أثّر سلباً على السّياحة، المُتنفّس الوحيد المتبقّي للّبنانيّين اقتصاديّاً.
يؤكّد أمين عام المؤسّسات السّياحيّة في لبنان جان بيروتي أنّ الحركة السّياحيّة تأثّرت بما يجري في لبنان والمنطقة، والأضرار كبيرة في القطاع السّياحيّ.
ويقول، في حديث لموقع mtv: "موسم الصّيف في لبنان يكون قصيراً، إذ يبدأ في بداية تمّوز وينتهي في آخر آب، والظّروف التي نعيشها، حتّمت القضاء على الموسم السّياحيّ قبل أوانه هذا العام، وإلغاء حجوزات السّفر إلى لبنان".
ويلفت بيروتي، إلى أنّ "استمرار الأمور على هذا المنوال، ينعكس على الموسم المقبل أيضاً، والأضرار ستؤثّر على القطاع السّياحيّ، لا سيّما على قطاعَي الفنادق والسّفر، حتّى الرّبيع المقبل".
ويُشير إلى أنّ "المشكلة هي أنّ الدّولة اللّبنانيّة غائبة كلّيّاً"، مضيفاً: "نحن لا نطلب مساعدة بل نطلب منها إعادة جدولة مدفوعاتنا كي نستعمل الـCash Flow"، مُشدّداً على أنّ "خسارة لبنان للقطاع السّياحيّ تعني خسارة هويّة لبنان".
ويكشف بيروتي، بالأرقام، خسائر القطاع السّياحيّ، مُشيراً إلى أنّها تفوق بشكلٍ عامّ الـ 3 مليار دولار، موضحاً أنّ "التّراجع في القطاع الفندقيّ كبير جدّاً، فنسبة الإشغال تراجعت إلى أقلّ من 20 في المئة، فيما الحركة في قطاع المطاعم تراجعت حوالى 50 في المئة، أمّا الحركة في المؤسّسات السّياحيّة البحريّة وقطاع تأجير السّيّارات، فتراجعت أكثر من 50 في المئة".
ويختم بيروتي، قائلاً: "الحرب الفعليّة لها أضرار مادّيّة كبيرة، كما أنّ الخسائر جرّاء الحرب النّفسيّة التي يعيشها البلد حالياً، كبيرة جدّاً، وظهرت في مغادرة السّيّاح لبنان بسرعة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك