خاص موقع mtv:
غريبٌ أمر اللبنانيّين، فبينما تعلو التحذيرات من حربٍ شاملة في كلّ لبنان، يعيشُ جزءٌ كبيرٌ من اللبنانيّين على قاعدة "صفر خوف" من الآتي، لا خطة طوارئ، لا تخزين، لا ملاجئ، سياحةٌ في بعض المناطق، وسفرٌ الى الخارج للاستجمام، في وقتٍ يُسيطر الرعب على حياة الإسرائيليّين ويوميّاتهم، فما سرّ "مناعة" اللبنانيّين؟
يشرحُ المعالج النفسي خليل حبشي أنّ "اللبنانيّين ينقسمون الى 4 فئات في ظلّ ما يحصل من تطوّرات في لبنان، الفئة الأولى هي الفئة التي تعيش في حالة لا مبالاة تجاه ما يحصل وهذه الحالة هي نتيجة اكتئاب حادّ بعد 5 سنوات من الأزمة الاقتصادية والمعيشيّة، أمّا الفئة الثانية فهي فئة المتأقلمين الذين يعيشون في مناطق آمنة نوعاً ما والذين يتقبّلون ما يحصل في لبنان من دون خوفٍ من أن يطالهم التهديد"، مُضيفاً في مقابلة مع موقع mtv: "الفئة الثالثة هي فئة الذين يحاولون الصمود بشتّى الطرق وخصوصاً عبر تنشيط قطاع السياحة باعتباره الشريان الأساسي الذي من دونه لا خلاص للبنان، فالحرب يُمكن أن تحصل وقد لا تحصل، أما انقطاع هذا الشريان فيعني الموت للبنان، وهم بذلك يقاومون على طريقتهم، وهناك فئة الذين لا يخافون كونهم عاشوا في السّابق تجارب مماثلة للحرب، فهم يتمتّعون بالقدرة على التعايش مع ما قد يحصل نظراً لتجارب الماضي، وكأنهم كالعسكري الذي خضع لتدريبات تُحاكي تماماً ما قد يحصل في الحرب، لذا فهم مُجهّزون لما قد ينتظرهم".
وفي الختام، يُسلّط حبشي الضّوء على "غالبية اللبنانيّين الذين لا خيارَ أمامهم سوى البقاء في لبنان رغم كلّ التحذيرات، والبقاء يعني تقبّل ما قد يحصل، ومعرفة أنّ الحياة تستمرّ كما أثبتت التجارب التاريخيّة في لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك