رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، أنه "ما دام مجلس النواب بهذه النوعية من التمثيل لا خوف على الأخوة المسيحيين وغيرهم بهذا البلد، ودستورية لبنان وتمثيله الدستوري والسياسي يمر بمجلس النواب، ورئيس مجلس النواب أكبر ضمانات لبنان، ولا قيمة وطنية للمجلس النيابي دون رئيسه الضامن، ويجب أن يفهم البعض أن قيمة رئاسة الجمهورية بهويتها وميثاقيتها ودون الرئيس نبيه بري لا ضمانة ولا تسوية ولا ميثاقية ولا خلاص للبنان، ولن نقبل بتضييع بوصلة رئاسة الجمهورية كما ضيّع البعض جريمة المرفأ على قاعدة "نريد ما تريده واشنطن".
وعن الحرب وثقافة الحياة، قال المفتي قبلان: "عن أي حياة تتحدثون؟! عن حياة الذل والعار والقمع والإبادة التي مارسها الإسرائيلي بحق كل طوائف لبنان زمن الإحتلال! أم عن زج الإسرائيلي للبعض الذي حظي بذلّ العمالة ببحر من المجازر والمذابح خدمةً لإسرائيل فقط، ثم ليجبره بعد ذلك على ابتلاع لعبة الإستقلال والعمل كمأجور ذليل لصالح تل أبيب الإرهابية! ولينكشف معه لبنان عن كارثة وطنية وخيانة أخلاقية ومذابح لا سابق لها مثل مذبحة صبرا وشاتيلا والجبل وشرق صيدا وغيرها فضلاً عن حروب التهجير والتنكيل والتمزيق والتفريق والقتل على الهوية! عن هذا النوع من الحياة تتحدثون؟! أم عمن قدّم بحراً من الشهداء ليستعيد حياتكم وكرامتكم وحياة لبنان ومؤسساته ودولته ويستنقذ بعبدا وكرسيها من بين مخالب الصهيوني المحتل؟! فلكم أقول: لا حياة بلا موت وشهادة وهو شعار المسيح لمن يعتقد أن المسيح مات ليحيا العالم. وما ضحّى المسيح بأعز ما يملك من قداسة إلا ليقول للخلائق: لا قيمة للحياة بلا فداء وشهادة، ولا كرامة لدين أو ملّة أو بيت عبادة لا يعرف التضحية ويمارسها، ولا شرف لوطن أو إنسان يقبل المهانة والعمل المأجور، وكيف يصح لمن يكرّز بموت المسيح من أجل الحياة أن يتندّر على من يحملون صليب الفداء على ظهورهم لتأمين حياة بلد ووطن ومؤسسات ومراكز دستورية وقطاعات مدنية واجتماعية وأخلاقية وغيرها، وهل النبوة إلا تضحية وشهادة؟ وهل الوطن إلاّ عطاء وقرابين؟ وهل الدّين إلاّ سخاء وفداء؟!".
وأضاف قبلان: "لسنا ممن يقبل الذل أو الخنوع أو يتنازل عن وطن أو يستسلم لعدو أو يتواطأ على بني جلدته، أو يرقص فوق الجثث، أو يرى الدين صومعة من دون تضحية وفداء. وعليه ووسط طبول الحرب أقول: الحرب حرب لبنان ومصالحه الإقليميه وهي أكبر حرب أخلاقية على الإطلاق، وبهذا المجال نعتقد أن الشهادة دون المسيحيين وكرامتهم وأعراضهم عبادة بحجم الإعتقاد بعظمة الحياة التي يريدها المسيح ومحمد، ولسنا ممن يجلس دون الدفاع عن مظلوم أو محروم أو معذب أو وطن مهدد، ولن نقبل لواشنطن الإرهابية موطئ قدم بهذا البلد، كما لن نقبل إلا بصيغة لبنان الميثاقية والرئيس نبيه بري بهذا المجال رمز الضمانة الوطنية، ولن نمرر أي مشروع سياسي أو استحقاق وطني يخدم واشنطن التي تقود أكبر مشاريع إبليس بالأرض، والمنطقة اليوم تعيش لحظة تاريخ، ومع أي حرب كبيرة سيرى العالم مستور المقاومة وفعلها التاريخي، وحال اندلعت الحرب لن نقبل بنهاية دون تصحيح التاريخ، وقد تعلّمنا من الحسين والمسيح أن هبة الحياة تمر بالشهادة، وأنّ عبادة الربّ لا تنفصل عن التضحية، وأن الخنوع والذل ليسا من دين الرب، وأنّ الشرف لا يكون بالإستسلام والمهانة، وأنّ الإيمان فداء وعطاء بمقدار ما يهب الرعية والأوطان عظمة الحياة، لا أن نلتحف الذل والإحتقار باسم الحياة، وشعارنا شعار الإمام علي الذي جمع كلّ وصايا الأنبياء بقوله: "حياتكم في موتكم قاهرين، وموتكم في حياتكم مقهورين"، ولسنا ممن يقبل القهر والذل والعار، وليس بعد المقاومة تضحية ولا بعد انتصاراتها سيادة، ومن قاد انتفاضة 6 شباط وسط أسوأ ظروف إنما بقر الموت ليستخرج من خاصرته عزّ الحياة والسيادة للبنان وطوائفه، واليوم يوم التضامن الوطني، واللحظة مفتوحة على التاريخ، وقصة الشيعة التاريخية مع المقدم يوسف سمعان الحصروني يوم طلبه البعض للقتل خير دليل على ما قدمه الشيعة من تضحيات وفداء بسبيل حياة أخوتهم المسيحيين، واليوم يوم اختبار وطني، والآتي مفتوح على كل الإحتمالات، ولن نخرج من أي حرب إلا وشرف المقاومة يرفع رايات العز والحياة فوق ربوع هذا الوطن العظيم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك