كتب داني حداد في موقع mtv:
يُنتظر صدور القرار المعدّ سلفاً من النائب جبران باسيل بفصل النائب ألان عون، حتى قبل إحالة الأخير إلى "مجلس الحكماء"، من التيّار الوطني الحر . ابن شقيقة العماد ميشال عون ومنافس باسيل على رئاسة "التيّار" عام ٢٠١٤، أنهى مسيرة أكثر من ٣٥ سنة، وراء "الخال - الجنرال"، بقرارٍ معدٍّ له وموقّع من الصهر جبران باسيل. نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب سلك الطريق نفسه، قبل أشهر.
خصّص باسيل القسم الأكبر من كلمته في عشاء هيئة قضاء المتن للشأن الداخلي، مهاجماً نوّاباً في التكتّل الذي يرأسه. كان كلامه تمهيداً لقرار "تصفية" النوّاب الذين بدأ استهدافهم في الانتخابات النيابيّة الماضية، حين حُرموا من أصوات باسيل، ففازوا بأصواتهم. يخشى البعض أن يؤدّي ذلك الى "تصفية التيّار".
قبل الإعلان عن قرار فصل عون من "التيّار"، أدّت المساعي الى لقاء بينه وبين باسيل منذ عشرة أيّام تقريباً، هو الأول منذ أشهر، لكنّه انتهى سلبيّاً. ناقش الرجلان النقاط الخلافيّة واستعرضا المرحلة الماضية التي أوصلت الى التباعد بينهما. أرسل عون، بعدها، رسالةً الى باسيل كأنّها محاولة أخيرة لتجنّب وقوع الأسوأ. ركّزت الرسالة على أهميّة الديمقراطيّة الحزبيّة والشراكة في القرارات السياسيّة، خصوصاً للنوّاب، وتمنّت التوصّل الى حلّ وطيّ صفحة الماضي.
جاء الردّ على هذه الخطوة عبر أسطرٍٍ قليلة على "الواتساب" تتّهم عون بعدم الرغبة بحلّ.
أقفل باب الحوار عند هذا الحدّ، ووقّع باسيل قرار الفصل، ممهّداً له، قبل إعلانه، بفيديو غير موقّع يتضمّن هجوماً مباشراً على نوّاب في كتلته ونشره، وهنا الاستغراب، على حسابات "التيّار" على مواقع التواصل الاجتماعي. خطوة اعتبرها مصدرٌ نيابيّ "سابقة في تاريخ الأحزاب اللبنانيّة".
ويؤكّد مصدر في "التيّار" مواكِب للخلاف الحاصل أنّ "كلام باسيل عن الالتزام الحزبي مستغرب". يسأل المصدر: "هل التزم باسيل، لمرّة، مشاركة الآخرين فعلياً لا صورياً بقراراته، أم كان يعقد التسويات ويصدر القرارات التي يسمعها النوّاب عبر الإعلام، وكأنّهم آخر من يعلم؟ وكيف يتّهم نوّاباً يملك بعضهم أكثر من ثلاثين سنة من النضال بالخيانة؟ هل الرأي الآخر بات خيانةً؟".
يضيف المصدر: "نؤيّد الالتزام الحزبي، لكنّ باسيل يفهمه التزاماً بشخصه لا بالتيّار". ويتابع، سائلاً: "من خرق الالتزام بالمبادئ وعقد تسويةً مع سعد الحريري وتراجع عن "الإبراء المستحيل"؟ من خرق الالتزام بالمبادئ وأرسل موفداً الى عكار للقاء النائب خالد الضاهر وإرضائه، في عزّ دعم الأخير للتنظيمات التي تحارب الجيش؟ من خرق المبادئ وجدّد لرياض سلامة واستفاد من خدمات إدارية وماليّة؟ من خرق المبادئ وحافظ على علاقة جيّدة، حتى اليوم، مع رؤساء مجالس ادارات مصارف؟ من خرق المبادئ وقرّر التصويت لوزير ماليّة السنيورة في الانتخابات الرئاسيّة؟ من خرق المبادئ وذهب الى توافقٍ مع نبيه بري "البلطجي"؟ من خرق المبادئ وعقد تحالفاً مع الياس المر وابراهيم عازار وآخرين لا تجمعهم به غير المصالح؟".
يُسقط المصدر "التيّاريّ"، بأسئلته، حجّة الالتزام التي يرفع باسيل شعارها، إذ "تهدف لمواصلة التحكّم بقرار "التيّار" عبر اتهاماتٍ معدّة سلفاً لإصدار أحكامٍ مسبقة تشوّه صورة النوّاب أمام القاعدة، وهذا ما يفسّر كلام باسيل العلني عن النوّاب".
ومع ذلك، يرى المصدر أنّ باسيل بدا ضعيفاً في كلمته في عشاء المتن، ومثله في جزءٍ من كلمته في جزين. يقول: "اضطراره للحديث عن "رفاقٍ" له ضعف. عجزه، حتى الآن، عن إخراج الياس بو صعب من مجموعة "واتساب" التكتّل ضعف. والضعف أيضاً في تطبيق قرار مجلس الحكماء، الصُوَري الذي يتحكّم به، بفصل ألان عون الذي سيُستتبع، حتماً، باستقالاتٍ لنوّابٍ من "التيّار"، ما سيؤدّي الى ضعفٍ إضافي في موقع باسيل السياسي، وربما الى انقسامٍ في "التيّار".
يبدو واضحاً أنّ الانفجار الداخلي في "التيّار" اقترب. سيسارع جبران باسيل، مستخدماً الرئيس ميشال عون، الى اتّهام نوّابٍ بالخيانة. مقرّبون منه بدأوا حملات التخوين، ويكتب أحدهم باسمٍ مستعار. يختلف الأمر هذه المرّة. المفصولون، والمستقيلون المفترَضون، يعرفون الكثير. إن حكوا، يقول المصدر "التيّاريّ"، "ستسمع القاعدة ما سيصدمها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك